تقنية جديدة لتشخيص التوحد عبر تتبع حركة العين
تمكن معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة من تطوير تقنية مبتكرة لتشخيص اضطراب طيف التوحد خلال مدة لا تتجاوز أربع دقائق، وذلك عبر تتبع حركة العين بدقة متناهية، وذلك في إنجاز علمي يعكس تسارع وتيرة التطور في ميدان البحث الطبي.
وترتكز التقنية الجديدة على ملاحظة الأنماط غير الطبيعية في حركة العين لدى المصابين بطيف التوحد، حيث كشفت التجارب أن المصاب لا يركز نظره على وجه المتحدث أثناء الحديث، بل ينظر بعيدا، وهو سلوك ناتج عن خلل في خلايا الدماغ المسؤولة عن التواصل البصري.
وما يميز هذا الجهاز المبتكر أنه لا يعتمد على تقييمات شخصية أو خبرات سابقة لدى المشخص، بل يقدم نتيجة دقيقة وثابتة خلال دقائق معدودة، بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تتطلب أدوات وتشخيصات تستند إلى الملاحظة والتحليل الذاتي.
واعتبر الباحثون هذا الاختراق خطوة علمية هامة ستساهم في الكشف المبكر عن التوحد، وتسهيل التدخل العلاجي المبكر، خصوصا في المجتمعات التي تعاني من نقص في المتخصصين أو من طول فترات الانتظار للتشخيص الدقيق. وتأتي هذه التقنية كثمرة تعاون بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم ومجموعة من الخبراء الدوليين في علوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي، ما يعزز من مكانة قطر كمركز إقليمي للابتكار في المجال الطبي والبحثي.
من المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمط فريد من السلوك ومستوى الخطورة، من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي
ويعرف الخبراء اضطراب طيف التوحد على أنه حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماطا محدودة ومتكررة من السلوك. يُشير مصطلح “الطيف” في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.
ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة يتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي، في المدرسة والعمل، على سبيل المثال. وغالبًا ما تظهر أعراض التوحد على الأطفال في غضون السنة الأولى. ويحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة إلى عدد قليل من الأطفال في السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الارتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد.
وفي حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة العديد من الأطفال.
وتظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمي الرعاية. وقد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل.
ومن المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمط فريد من السلوك ومستوى الخطورة، من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي.
ويعاني بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد. ويتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرين الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعي إلى مرتفع، حيث أنهم يتعلمون بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية.