خلف الأبواب المغلقة.. كم تدفع إسرائيل لحماية عائلة نتنياهو؟

وكالة أنباء حضرموت

في جلسة مغلقة داخل الكنيست، انفجرت موجة من الجدل حول التكلفة السنوية الباهظة لحماية أفراد عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكشفت التقارير التي نقلتها القناة الـ12 العبرية، أن تكلفة حماية زوجته سارة وابنه يائير، بلغت 12 مليون شيكل (3.27 مليون دولار) خلال العام الماضي.

وأضافت أن «حماية نجله يائير، الذي يقيم في ميامي، وحدها تتراوح تكلفتها بين 4 و6 ملايين شيكل (نحو 1.6 مليون دولار) سنويًا»، مما أثار تساؤلات حادة حول مبررات هذه النفقات الضخمة.

وبينما تطالب المعارضة بتوضيحات بشأن هذه الأرقام وضرورة فرض رقابة على الميزانية الأمنية، يصرّ مكتب نتنياهو على أن هذه الإجراءات ضرورية لحماية العائلة من «تهديدات أمنية».

وطالب بعض أعضاء الكنيست خلال الجلسة بالحصول على تفاصيل دقيقة حول أوجه الإنفاق الأمني، لكن الردود التي تلقوها كانت غير واضحة.

ووفقًا لمصادر حضرت الاجتماع، فقد رفض ممثل مكتب رئيس الوزراء السماح لوزارة المالية بالكشف عن أي معلومات إضافية، معتبرًا أن ذلك قد يشكل خطرًا على الأمن القومي.

من جهته، أشار مسؤول في الشاباك إلى أن الجهاز لا يمانع في تقديم معلومات عامة حول تأمين الشخصيات العامة، إلا أن التعليمات الصادرة من مكتب نتنياهو منعت الإفصاح عن تفاصيل محددة تتعلق بتأمين أفراد عائلته، بحجة الحفاظ على أمنهم.

إصرار نتنياهو على الشاباك
ومع تزايد الجدل حول ارتفاع النفقات، طُرحت تساؤلات حول إمكانية نقل مسؤولية تأمين عائلة رئيس الوزراء إلى وحدة «ماغين»، وهي الوحدة المسؤولة عن حماية الشخصيات العامة، والتي تُعد أقل تكلفة من الشاباك.

إلا أن التقارير تشير إلى أن بنيامين نتنياهو رفض هذا الخيار، مُصرًا على استمرار الشاباك في توفير الحماية لعائلته، رغم الفارق الكبير في التكاليف.

انتقادات وتباين
وأثار الكشف عن هذه النفقات موجة انتقادات سياسية، إذ يرى معارضو نتنياهو أن تخصيص موارد الدولة لحماية أفراد عائلته، وخاصة خارج إسرائيل، يُعد إسرافًا غير مبرر، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

في المقابل، يرى مؤيدو رئيس الوزراء أن أفراد عائلته يواجهون تهديدات أمنية حقيقية، ما يجعل تأمينهم ضرورة، بغض النظر عن التكلفة المالية.

وكان المصادقة على الميزانية العامة الإسرائيلية، الثلاثاء، أبعد «شبح الانتخابات المبكرة» على الأقل هذا العام 2025.

ومرر الكنيست الميزانية بأغلبية 66 صوتا مقابل 52 عضوا وبذلك يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد نجح في امتحان هام لبقائه في السلطة رغم المعارضة المتنامية.

وما كان لنتنياهو أن ينجح في تمرير الميزانية بهذا العدد من الأصوات لولا عودة حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بزعامة إيتمار بن غفير إلى الحكومة وهو ما يفرض عليه التزامات تجاهه بما فيها استمرار الحرب على غزة.

ومع ذلك، فلم يتضح كيف سيتصرف بن غفير في حال نجحت جهود الوساطة بالتوصل الى حل لاستئناف وقف إطلاق النار مقابل تبادل أسرى.

وتم التصويت على الميزانية بعد نقاش استمر طوال الليل حول آلاف التحفظات التي قدمتها المعارضة، والتي رُفضت جميعها في سلسلة من عمليات التصويت اليوم الثلاثاء.

والميزانية هي الأكبر بتاريخ إسرائيل بقيمة 755 مليار شيكل (205 مليارات دولار).

وستبلغ ميزانية وزارة الدفاع وحدها رقمًا قياسيًا قدره 110 مليارات شيكل (29 مليار دولار)، من إجمالي ميزانية الدفاع البالغة 136 مليار شيكل (36.9 مليار دولار)، بينما يُحدد العجز عند 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأنفقت إسرائيل 31 مليار دولار على صراعاتها العسكرية في غزة ولبنان عام 2024، وتعهدت الحكومة بزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في المستقبل.