ليا سلامة.. وجه لبناني على الشاشة الفرنسية

وكالة أنباء حضرموت

في خطوة لافتة تعكس الثقة بمكانتها المهنية والإنسانية، عُيّنت الصحفية الفرنسية-اللبنانية ليا سلامة رسميًا مقدّمةً للنشرة الرئيسية على قناة فرانس 2، والتي تُعدّ الأشهر والأكثر تأثيرًا على الشاشة الفرنسية.

قرارٌ مهني جاء تتويجًا لمسار طويل من العمل الصحفي، والبحث الشخصي، والتأملات العميقة في الهوية، والدين، والعائلة.

تنطلق حكاية ليا من بيروت ما قبل الحرب، حيث تتذكر طفولتها بين جدران بيت جدتها التي كانت تعمل خياطة رئيسية في فندق "فينيسيا". ذكريات الدفء والمونة السرية في المطبخ تحولت لاحقًا إلى ملاذ داخلي تستحضره كلما واجهت مفترقًا حاسمًا في حياتها المهنية أو الشخصية.

الإيمان بوصلتها

حين طُرحت أمامها فكرة تقديم نشرة الثامنة، لم يكن القرار سهلًا. عاشت ليا مرحلة من التردد، بحثت خلالها عن "الإشارات"، كما تقول. دخلت الكنائس، وصلّت، واستشارت من رحلوا عن هذا العالم. وتصف لحظة اتخاذ القرار بأنها "اصطفاف للكواكب"، وكأن الكون منحها ضوءًا أخضر غير مرئي.

تمتاز ليا بقدرتها على الجمع بين الحزم الصحفي والصدق الشخصي. في حواراتها ومقابلاتها، لا تخشى التطرّق إلى مواضيع عادةً ما تُعتبر حساسة أو شخصية، من الإيمان والجنس، إلى العلاقات العائلية والصراعات النفسية. وقد وقفت مؤخرًا إلى جانب زميلها في إذاعة فرانس إنتر، نيكولا ديموران، حين أعلن إصابته بالاضطراب ثنائي القطب، مؤكدة أن الصحفي يمكنه أن يكون إنسانًا هشًا وصادقًا في الوقت نفسه.

مع تسلّمها مسؤولية النشرة الأشهر في فرنسا، تدخل ليا معتركًا إعلاميًا لا يخلو من التحديات. يُتوقّع أن تُدخل لمستها الخاصة على نشرة الثامنة، بما تمثله من عمق، ودفء، وجرأة. وهي معروفة بمقاربتها غير النمطية للسياسة، ومواقفها النقدية من سلوكيات النخب الإعلامية والسياسية.

ليا سلامة لا تنقل فقط ما يحدث، بل تعبّر عنه من قلبها، وتضع تجاربها في خدمة الحقيقة. في زمن تتراجع فيه الثقة بالإعلام، تقدّم نموذجًا نادرًا لصحفية لا تخجل من مشاعرها، ولا تتردد في الإفصاح عن شكوكها، بل تعتبر أن هذا الصدق هو ما يمنحها القوة.