60 دقيقة حاسمة.. تفاصيل مكالمة «جيدة» بين ترامب وزيلينسكي

وكالة أنباء حضرموت

غداة اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء أنّه أجرى «اتصالا جيدا للغاية» مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرا إلى أنّ المحادثات «تسير على الطريق الصحيح».

وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشيال»: «أجريت للتو مكالمة جيدة للغاية مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. استمرت حوالى ساعة. ارتكز جزء كبير من المحادثة على المكالمة التي جرت أمس مع الرئيس بوتين لمواءمة مطالب واحتياجات كلّ من روسيا وأوكرانيا. نحن على الطريق الصحيح».

وتتناقض هذه النبرة المتفائلة مع المحادثة المحتدمة التي دارت بين الرئيسين الأوكراني والأمريكي في البيت الأبيض في نهاية فبراير/شباط.

جاء هذا الاتصال بعد وقت قصير من إعلان روسيا وأوكرانيا تبادل 175 أسير حرب من كلّ جانب.

دعم دفاعي
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء، دعما إضافيا للدفاع الجوي لحماية المدنيين من الهجمات الروسية، فيما رد ترامب بأنه سيساعد في تحديد مواقع العتاد في أوروبا.

وفي بيان مطول عن محادثتهما الهاتفية التي استمرت ساعة، قال البيت الأبيض إن زيلينسكي شكر ترامب على الدعم الأمريكي، وإن فرقا فنية ستجتمع في السعودية في الأيام المقبلة.

وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأربعاء بأن الولايات المتحدة ستساعد أوكرانيا في حيازة مزيد من أنظمة الدفاع الجوي، بعد بضع ساعات من مكالمة هاتفية بين دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقالت كارولاين ليفيت إن "الرئيس زيلينسكي طلب أنظمة دفاع جوي (..) والرئيس ترامب وافق على العمل معه لرؤية ما هو متوافر وخصوصا في أوروبا"، مضيفة أن "تقاسم المعلومات الاستخباراتية العسكرية للدفاع عن أوكرانيا سيستمر".

وكان زيلينسكي، الذي لا يريد أن يبقى خارج الحوار الوثيق بين الرئيسين الأمريكي والروسي، قد طلب في وقت سابق أن «تكون الولايات المتحدة الكيان الرئيسي لمراقبة» وقف إطلاق النار الذي يشمل منشآت الطاقة لثلاثين يوما.

وبعد المحادثة الهاتفية التي جرت الثلاثاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، أعلنت روسيا أنّها وافقت على وقف الضربات على هذه المنشآت لمدة ثلاثين يوما.

كذلك، أكد زيلينسكي أنّ كييف ستحترم هذه الهدنة الجزئية إذا فعلت موسكو الشيء نفسه. وقال «إذا لم يضرب الروس منشآتنا، فإنّنا بالتأكيد لن نضرب منشآتهم».

وشنّت روسيا ضربات جديدة ليلا على أوكرانيا التي استهدفت من جهتها مستودع وقود على الاراضي الروسية، مع تبادل الجانبين الاتهامات الاربعاء بعدم وجود نية لتسوية النزاع بعد المكالمة الهاتفية بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين الثلاثاء.

لكنّهما نفذتا مع ذلك عملية تبادل أسرى تعد واحدة من «أكبر» عمليات التبادل بين الجانبين، منذ بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، حسبما أفاد فولوديمير زيلينسكي.

محادثات تقنية
لا تزال العديد من الأسئلة من دون إجابة بعد المكالمة الطويلة التي جرت الثلاثاء بين الرئيس الأمريكي الذي وعد بإحلال "السلام" في أوكرانيا، ونظيره الروسي. واتفق الرئيسان على مواصلة المحادثات "التقنية" بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الأربعاء، إنّه يتوقّع وقفا كاملا ومؤقتا للأعمال العدائية "خلال أسبوعين"، معلنًا أن مفاوضات بشأن وقف النار ستبدأ الأحد في جدة بالسعودية والتي سيتوجه إليها وفد أمريكي.

لكن على الجهة الروسية، اتّسمت النبرة بمستوى أقل من الإيجابية بهذا الشأن، خصوصا أنّ موسكو تعتبر نفسها في موقف قوة على ساحة المعركة.

وبعيدا عن رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعلنة في إجراء مفاوضات بأقصى سرعة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنّ هناك مباحثات مقررة الأربعاء والخميس لتحديد «التواريخ الدقيقة للاتصالات المقبلة وتشكيل» الوفود الروسية والأمريكية لمفاوضات محتملة.

وأوردت وزارة الدفاع الروسية أن ضربة أوكرانية «متعمدة» استهدفت ليلا مستودع وقود في منطقة كراسنودار (جنوب). وأفادت أجهزة الإسعاف الروسية بأن «حريقا اندلع قرب قرية كافكاسكايا بعد سقوط شظايا» مسيرات أسقطتها الدفاعات الجوية.

واستهدفت أوكرانيا ليلا بستة صواريخ و145 مسيرة قتالية روسية، بحسب الجيش الذي أوضح أن الدفاع الجوي تمكن من إسقاط 72 مسيرة.

وتحدث زيلينسكي عن ضربات طالت بنى تحتية مدنية وللطاقة، خصوصا في كييف وسومي في شمال البلاد، حيث استهدف مستشفى بـ«ضربة مباشرة» لمسيرة مساء الثلاثاء.