ترامب وبوتين.. أوروبا تحبس أنفاسها بانتظار نتائج «المكالمة الأهم»

وكالة أنباء حضرموت

أخيرا جرت المحادثة الهاتفية المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، فيما تحبس أوروبا أنفاسها لتلمس نتائجها.

وكتب نائب كبير موظفي البيت الأبيض دان سكافينو عبر منصة "إكس" في الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش اليوم الثلاثاء: "الاتصال مستمر ويجري بشكل جيد".

وتترقب أوروبا نتائج الاتصال الهاتفي بين الزعيمين، وسط مخاوف من صفقة لا تراعي متطلبات الأمن القومي الأوروبي، بما في ذلك تنازل عن أراض أوكرانية في الشرق.

وتتحسب عواصم القارة العجوز من أن الاتفاق قد يغري الرئيس الروسي بعمل عسكري في دول أخرى.

وفي وقت لاحق قال مسؤول في البيت الأبيض إن المكالمة الهاتفية انتهت. كما أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "الحديث انتهى".

وفي مؤشر إيجابي، كتب كيريل دميترييف مبعوث بوتين للتعاون الدولي على منصة إكس "تحت قيادة الرئيس بوتين والرئيس ترامب، أصبح العالم اليوم أكثر أمانا! أمر تاريخي! ملحمي!".

وكان ترامب قد أعلن عزمه الحديث مع بوتين اليوم لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا، ووصف مسار المفاوضات مع روسيا بأنه إيجابي، بعد أن استضافت السعودية هذا الشهر مباحثات رفيعة بين موسكو وواشنطن.

وتلك هي المكالمة المعلنة الثانية بين ترامب وبوتين منذ عودة الأول للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها تظل أهم من الأولى، إذ يتوقع أن تتناول طرح صفقة من ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة خلال رحلة متأخرة عائدا إلى واشنطن من فلوريدا: "سأتحدث مع الرئيس بوتين يوم الثلاثاء. لقد تم إنجاز الكثير من العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع".

وأضاف: "نريد أن نرى إن كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب (الأوكرانية). ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جدا".

من جهته، أكد الكرملين، الإثنين، أن بوتين سيتحدث هاتفيا مع نظيره الأمريكي الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "هذا ما سيحصل. ثمة محادثة تم الإعداد لها الثلاثاء".

ويحاول ترامب كسب دعم بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي، في حين واصل الجانبان تبادل الضربات الجوية المكثفة في مطلع الأسبوع، واقتربت روسيا من طرد القوات الأوكرانية من المنطقة التي تسيطر عليها منذ شهور في كورسك في غرب روسيا.

وعندما سُئل عن التنازلات التي يجري دراستها في مفاوضات وقف إطلاق النار، قال ترامب: "سنتحدث عن الأرض. سنتحدث عن محطات الكهرباء".

وتابع: "أعتقد أنه تم بالفعل مناقشة الكثير من هذه الأمور باستفاضة بين الجانبين، أوكرانيا وروسيا. نحن نتحدث بالفعل عن تقسيم بعض الأصول".

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

وقال ترامب إن جهودا كبيرة بُذلت في هذا الشأن خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وحمل قبول أوكرانيا لوقف إطلاق النار المقترح، روسيا مسؤولية الاستجابة لمطالب ترامب.

وقال ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية الروسي إن أي معاهدة سلام طويلة الأمد بشأن أوكرانيا يجب أن تلبي مطالب موسكو، مضيفا: "سنطالب بأن تصبح ضمانات أمنية صارمة جزءا من هذا الاتفاق".

وأوضح "من بين هذه الضمانات الوضع المحايد لأوكرانيا ورفض دول حلف شمال الأطلسي قبولها في التكتل".

وأكدت موسكو معارضتها القاطعة لنشر مراقبين من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، كما شدد جروشكو مجددا على موقف الكرملين في هذا الشأن.

وعبرت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن بلاده منفتحة أيضا على أي طلبات.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا هو مسألة تقررها كييف وليس موسكو.

تنتظر أوروبا نتائج مباحثات بوتين وترامب، وسط تحركات من جانب دولها لضمان أمن أوكرانيا مستقبلا.