بيان مرتقب لأوجلان.. هل يحمل مفتاحا لعملية السلام التركية الكردية
قال مسؤول كبير في حزب المساواة والديمقراطية للشعوب التركي المناصر للأكراد لرويترز اليوم الأربعاء إن الحزب سيعقد مؤتمرا صحافيا بعد غد الجمعة بشأن محادثاته مع الزعيم الكردي المسجون عبدالله أوجلان وسينشر بيانا متوقعا منه.
وستكون زيارة مقررة من وفد حزب المساواة والديمقراطية للشعوب إلى أوجلان في السجن هي الثالثة منذ ديسمبر، في إطار مبادرة حكومية تهدف إلى إطلاق أوجلان دعوة لجماعة حزب العمال الكردستاني التي يتزعمها للتخلي عن السلاح، مما قد ينهي حملة تمرد مستمرة منذ أكثر من 40 عاما ضد الدولة التركية.
وقالت المتحدثة باسم حزب المساواة والديمقراطية للشعوب عائشة جول دوغان إن وفد الحزب تقدم بطلب للحصول على إذن لزيارة أوجلان مجددا ويتوقع أن تحدث الزيارة خلال أيام.
وأضافت أن الحزب يأمل أن تصل رسالة أوجلان من خلال فيديو لأن هذا سيكون له تأثير أكبر.
ويقبع أوجلان في عزلة شبه كاملة في سجن جزيرة إمرالي منذ عام 1999، ولا يتمكن من التواصل مع العالم الخارجي إلا نادرا.
وكان من المقرر أن يوجه زعيم حزب العمال، أوجلان، دعوة لأنصار حزبه في 15 فبراير الجاري، إلا أن هذه الخطوة لم تتم.
ومن المتوقع أن يتم الكشف عن الدعوة بشكل رسمي في الأيام المقبلة، "قبل أن ينتهي شهر فبراير"، حسب وسائل إعلام مقربة من الحزب الكردي.
وتقول مصادر في الحكومة والحزب الحاكم أيضا إنها تتوقع دعوة من أوجلان لجماعة حزب العمال الكردستاني للتخلي عن سلاحها قريبا، على الرغم من وجود بعض المعارضة لإصدار بيان مصور نظرا للحساسيات تجاه الجماعة المدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية.
وقالت دوغان إن السياسي الكردي المخضرم أحمد ترك تقدم أيضا بطلب للانضمام إلى الوفد. وأضافت أنه إذا تمت الزيارة كما هو مخطط فإن وفد حزب المساواة والديمقراطية للشعوب سيصدر بيانا لدى عودته من السجن.
ويُعتبر أوجلان شخصية محورية في القضية الكردية، وبياناته لها تأثير كبير على الأكراد في تركيا وخارجها.
وتتزايد التكهنات حول مضمون البيان، وما إذا كان سيتضمن دعوة إلى استئناف عملية السلام أو رسائل أخرى تتعلق بالقضية الكردية.
وتشهد العلاقات التركية الكردية توترات منذ سنوات، وتوقفت عملية السلام بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني في عام 2015.
وتعد قضية الأكراد في تركيا من أكثر القضايا تعقيداً في المنطقة، وهذا البيان قد يكون له تأثير كبير على مجريات الأحداث.
ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي أسسه أوجلان عام 1978، والذي تصنفه أنقرة إرهابيا، تمردا مسلحا ضد الدولة التركية منذ عقود. ودخل هذا التمرد في عدة محطات تصعيدية ودامية، كان أشدها خلال التسعينيات.
وفي عام 1999، ألقت الاستخبارات التركية القبض على أوجلان في كينيا، وأدين الرجل منذ تلك الفترة بالخيانة والتحريض على الإرهاب، وحكم بالسجن المؤبد داخل سجن "إميرالي" ببحر مرمرة.