البيان الختامي لـ«الحوار السوري».. السلاح والسيادة وخريطة الانتقال

وكالة أنباء حضرموت

اعتبر التشكيلات المسلحة «جماعات خارجة عن القانون»، داعيًا إلى حصر السلاح بيد الدولة، والإسراع بإعلان دستوري مؤقت يتناسب مع متطلبات الانتقال.

هذا أبرز ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني السوري، المنعقد اليوم الثلاثاء في العاصمة دمشق، بدعوة من السلطات وحضور مئات الشخصيات.

وفي البيان الذي تلته عضوة اللجنة التحضيرية، هدى الأتاسي، دعا المجتمعون إلى «حصر السلاح بيد الدولة، وبناء جيش وطني احترافي، واعتبار أي تشكيلات مسلحة خارج المؤسسات الرسمية جماعات خارجة عن القانون».

وفي هذا البند إشارة ضمنية إلى «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصارًا بـ«قسد»، التي يقودها الأكراد، إضافة إلى فصائل ومجموعات لا تزال تحتفظ بسلاحها عقب إسقاط الرئيس السابق بشار الأسد.

كما أكد المشاركون في مؤتمر الحوار رفض «التصريحات الاستفزازية» الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التي أكّد فيها أن بلاده لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب دمشق.

وبحسب البيان نفسه، شدد المجتمعون على «رفض التصريحات الاستفزازية لنتنياهو ودعوة المجتمع الدولي» إلى «الضغط لوقف العدوان والانتهاكات»، بموازاة «إدانة التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية».

الأكراد يحتجون
اعتبرت الإدارة الذاتية الكردية، في بيان الثلاثاء، أن مؤتمر الحوار الوطني «لا يمثل» الشعب السوري، مؤكدة أنها «لن تكون جزءًا» من تطبيق مخرجاته، بعد استثنائها من الدعوة لحضوره.

وأوردت في بيان: «نعلن أن هذا المؤتمر لا يمثّل الشعب السوري، ونحن، كجزء من سوريا، لم يتم تمثيلنا، لذا نتحفظ على هذا المؤتمر شكلًا ومضمونًا، ولن نكون جزءًا من تطبيق مخرجاته»، التي حدّدت الخطوط العريضة لبناء دولة جديدة.

وفي وقت سابق اليوم، شدّد الرئيس السوري، أحمد الشرع، خلال افتتاح المؤتمر، على وحدة سوريا ووجوب «احتكار» الدولة للسلاح، معتبرًا أن ما تشهده بلاده منذ الإطاحة بنظام الأسد يشكل عنوانًا «لمرحلة تاريخية جديدة».

وشاركت مئات الشخصيات في المؤتمر، الذي دعت إليه السلطات الجديدة على عجل، في إطار مساعيها لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد، في مشهد لم تعتده الحياة السياسية منذ عقود.

وانتقد مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية، التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال البلاد وشرقها، الثلاثاء، استثناءهم من الدعوات لحضور المؤتمر، الذي لطالما حثّ المجتمع الدولي السلطات الجديدة على إشراك جميع المكونات السورية فيه.

«تجربة جديدة»
على هامش انطلاق أعمال المؤتمر، كتبت عضو اللجنة التحضيرية، هدى الأتاسي، على منصة «إكس»: «يوم يُسجَّل في التاريخ كتجربة جديدة يعيشها الشعب السوري، وسط مشاعر متباينة من الفرح والقلق والمسؤولية». 
وتابعت: «خطوة نأمل أن تكون بداية حقيقية لمسار يعيد لسوريا استقرارها ووحدتها».

وجاء تنظيم المؤتمر قبل أيام من تشكيل السلطات حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل.

وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد تعهّد في وقت سابق بأن تكون الحكومة «ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان، وتراعي تنوعه».