اتفاق غزة.. «كاتم أسرار» نتنياهو يتسلم دفة مفاوضات المرحلة الثانية

وكالة أنباء حضرموت

بنيامين نتنياهو يُسلّم «كاتم أسراره» وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر قيادة المفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة.

وبذلك يحل ديرمر، أقرب المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بدل رئيس «الموساد» دافيد برنياع، في رئاسة الوفد الإسرائيلي للمفاوضات.

وليس من الواضح إذا كان برنياع سيوافق على أن يكون عضواً بالوفد، ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار قوله إنه لن يكون عضواً بالوفد.

3 أهداف
يحمل هذا التعيين 3 أهداف، فأولاً، يضمن نتنياهو من خلال هذا القرار استحواذه وتأثيره الكامل على المفاوضات بعد أن كان قد اشتكى في الماضي من خلافات مع برنياع وبار حول سير المفاوضات، تخللتها تسريبات في الإعلام عن خلافات بينهما حول المواقف الإسرائيلية التي تُطرح في المفاوضات.

وثانياً، بما أن ديرمر معروف بمواقفه اليمينية، فإن من شأن هذا التعيين أن يرسل رسالة تطمين إلى اليمين الإسرائيلي، وخاصة لوزير المالية ورئيس حزب «الصهيونية الدينية» بتسلئيل سموتريتش، الذي يهدد بالخروج من الحكومة في حال عدم العودة إلى الحرب مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق نهاية الشهر الجاري.

وثالثاً، فإن ديرمر هو المسؤول عن العلاقة الإسرائيلية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويحظى بثقة الإدارة، بما فيها ترامب نفسه، ما قد يساعد نتنياهو في التأثير على الموقف الأمريكي خلال المفاوضات.

وكان نتنياهو قد ألمح مراراً إلى رفضه الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق إلى حين انعقاد المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر «الكابينت» مساء الإثنين، لبحث الموقف الإسرائيلي من المفاوضات.

وتم عقد الاجتماع بناءً على طلب المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وانتهى دون الإعلان عن قرار، ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أعلن في وقت سابق الثلاثاء أن الحكومة الإسرائيلية ستدخل المفاوضات حول المرحلة الثانية.

وسعى مكتب نتنياهو إلى تجميل قرار التوجه إلى مفاوضات المرحلة الثانية، في وقت التزم فيه سموتريتش الصمت إزاء الإعلان عن دخول المفاوضات حول المرحلة الثانية، التي تتناول قضايا رئيسية مثل إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإنهاء حكم حماس للقطاع.

ولكن القرار تزامن أيضاً مع الإعلان عن تفاهمات أبرمت في القاهرة لإطلاق 6 رهائن إسرائيليين أحياء يوم السبت المقبل، يسبقهم 4 جثامين بعد غدٍ الخميس، و4 جثامين أخرى خلال الأسبوع المقبل، ما ينهي العدد المتفق عليه للتبادل في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

تعقيب
نقلت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله: «هذا إنجاز مهم لرئيس الوزراء نتنياهو، تم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة».

وأضاف: «نجح رئيس الوزراء مرة أخرى في تسريع مرحلة الإفراج، والتوصل إلى اتفاق بشأن استعادة جميع المختطفين الأحياء من المرحلة الأولى خلال هذا الأسبوع، بالإضافة إلى استعادة جثامين المختطفين».

وتابع في تقرير تابعته «العين الإخبارية»: «إذا تم تنفيذ الاتفاق، فستكون إسرائيل قد أكملت المرحلة الأولى من الاتفاق، وضمنت استعادة جميع المختطفين في هذه المرحلة – وهو إنجاز لم يكن الكثيرون يعتقدون أنه سيحدث».

وأشار المصدر إلى أنه «كجزء من المفاوضات لاستعادة المختطفين، وافقت إسرائيل على إدخال كمية صغيرة فقط من المنازل المتنقلة (الكرفانات) والمعدات الثقيلة إلى غزة».

وشدد على أن «هذا لن يغير بأي شكل من الأشكال احتمالية تنفيذ خطة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب للهجرة الطوعية وخلق غزة مختلفة – وهي الخطة التي يلتزم بها رئيس الوزراء نتنياهو بشكل كامل».

وأعلن المصدر الإسرائيلي، مستخدماً للمرة الأولى تعبير «انتهاء الحرب»، أنه «في الأيام المقبلة، ستدخل إسرائيل في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وهي مرحلة سياسية تتعلق بشروط إنهاء الحرب».

وقال: «وفقاً لذلك، فإن من سيقود الجهود من الجانب الإسرائيلي هو وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، الذي سيجري المفاوضات مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف».

مطالب أمنية
وأعلن أنه «خلال المفاوضات، ستطرح إسرائيل مطالبها الأمنية، بناءً على أهداف الحرب التي حددها المجلس الوزاري الأمني-السياسي».

وقال المصدر الإسرائيلي: «إذا اضطرت إسرائيل للعودة إلى القتال في غزة بسبب تعنت حماس، فستقوم بذلك بشكل مكثف وقاتل، مع دعم كامل من إدارة ترامب، ومخزون أسلحة تم تجديده، وقوات مستعدة، ونهج قتالي مختلف تماماً».

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قد قال في مؤتمر صحفي الثلاثاء: «سنبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الإطار لإطلاق سراح الرهائن. إن إسرائيل ملتزمة بهدفنا المتمثل في ضمان إطلاق سراح جميع رهائننا. ولكننا ملتزمون أيضاً بنزع السلاح في غزة، ولن نتنازل عن ذلك».

وأضاف: «هناك خطة لدى حماس لدفع تبني نموذج حزب الله في غزة. ستنقل الحركة الحكم المدني إلى السلطة الفلسطينية أو أي مجموعة أخرى، ولكنها ستستمر في كونها القوة العسكرية المهيمنة في قطاع غزة».

وتابع ساعر: «ولكننا نطالب بنزع السلاح الكامل في غزة. لن تقبل إسرائيل استمرار وجود حماس أو أي مجموعات إرهابية أخرى في غزة. ونطالب بآلية إنفاذ لضمان حدوث ذلك».