مشاكل فنيّة تمنع امتلاء السدود في تونس

وكالة أنباء حضرموت

أكد خبراء في الموارد المائية وجود مشاكل وصعوبات فنية من شأنها أن تمنع امتلاء السدود بالكيفية المنتظرة، في ظلّ تهاطل كميات هامة من الأمطار في الأيام الأخيرة.

وعلى الرغم من التأكيد على أن مخزون السدود التونسية ارتفع من قرابة 20 في المئة منتصف شهر نوفمبر الماضي، إلى 30 في المئة حاليا، يرى متخصصون في المياه أنه كان بالإمكان استغلال كميات الأمطار المسجلة مؤخرا كما ينبغي في المائدة المائية.

ويضيفون أن السدود التونسية مازالت تعاني من الأتربة المترسبة والوحل في عمقها، وهذا ما يتطلب إفراغها، كما أن الكميات المخزنة معرضة للتبخر بدرجات كبيرة.

وقال وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عزالدين بن الشيخ، إنّ نسبة امتلاء السدود في تونس فاقت 30 في المئة، من قدرتها حاليا.

وأضاف بن الشيخ خلال زيارة إلى المركب الزراعي بالعلم بمعتمدية السبيخة من ولاية القيروان (وسط)، السبت، أنّ “كميّات الأمطار، التّي تهاطلت شملت كافّة الولايات وهي ذات جدوى باعتبارها ساهمت في تغذية المائدة المائية وتجميع كميّات وافرة من الأمطار ومياه السيلان.”

وشهدت مختلف جهات البلاد في الأيام الأخيرة هطول كميات هامة من الأمطار، بلغ أقصاها 80 ملم بطبرقة المحطة و52 ملم بمرناق والمحمدية و50 ملم بسجنان و45 ملم بالكاف المدينة، وفق نشرة متابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي.

وشهد مخزون السدود بالبلاد التونسية تحسنا ملحوظا على إثر الأمطار في هذا الأسبوع التي دعمت السدود بأكثر من 120 مليون متر مكعب من المياه، وفقا لما أفاد به المتخصص في الشأن الزراعي أنيس بن ريانة في تصريح لإذاعة محلية.

وقال أنيس بن ريانة إن الأمطار الأخيرة كانت عامة موزعة بصورة طيبة، على مختلف ولايات الجمهورية، حيث بلغت إجمالا 137.8 ملم من الأمطار في حين أن المعدل 117 ملم أي بنسبة 118 في المئة.

واجتاحت تونس موجة برد عاتية أدت إلى اضطراب حركة المرور بعدة طرقات رئيسية بين المدن وتناقص غاز التدفئة في المنازل بسبب تزايد الطلب.

وتأتي هذه الموجة في أعقاب جفاف استمر خمس سنوات متتالية تسبب في انحسار الموارد المائية في السدود بتونس إلى مستويات خطيرة.

وأفاد الخبير في الموارد المائية، عادل الهنتاتي أن “السدود لديها طاقة استيعاب معينة، وبعد 6 سنوات من الجفاف من الطبيعي أن ينزل مستوى الماء إلى أكثر مما يمكن، كما أن التعبئة من جديد تتطلب أمطارا قويّة.”

وقال في تصريح لـ”العرب”، “هناك ترسّبات كبيرة في عمق مياه السدود وبالتالي تتقلص نسبة التخزين، كما أن السدود التونسية متوسطة الحجم، وكميات المياه الحالية فيها في حدود 648 ألف متر مكعب.”

وأضاف الهنتاتي، “لم يتم إفراغ السدود من الأتربة المترسّبة والوحل الذي ينقص من عمر السدود بين 10 و15 سنة، لأن السد هو حاجز له ارتفاع وسعة معيّنة وله أيضا بوابات يتم فتحها عند تساقط الأمطار وأخرى لإفراغ السدّ،” متابعا “السدود التونسية أصبحت متقادمة، كما أن المياه تتبخّر يوميا.”

وبلغ مخزون السدود 648 مليون متر مكعب، بنسبة تعبئة قدرت بـ27.6 في المئة، إلى غاية الجمعة، حيث كانت في حدود 19.6 في المئة في بداية شهر ديسمبر 2024.

وفي نفس الفترة من سنة 2024 بلغ مخزون السدود 760 مليون متر مكعب، كما شهد تراجعا بـ167 مليون متر مكعب مقارنة بـ3 سنوات الماضية.

وأشار أنيس بن ريانة إلى أنه حتى تكون الوضعية المائية في الصيف مريحة يجب أن ترتفع نسبة امتلاء السدود إلى 40 في المئة أي من 300 إلى 500 مليون متر مكعب إضافية من المياه.

وبلغت كميات المياه في سدود الشمال، إلى غاية يوم الجمعة 591 مليون متر مكعب بنسبة تعبئة 32.2 في المئة مقابل 698 مليون متر مكعب في نفس الفترة من سنة 2024.

وبلغت سدود الوسط 48 مليون متر مكعب بنسبة 10.6 في المئة مقابل 56 مليون متر مكعب في نفس الفترة من 2024، أما سدود الوطن القبلي فبلغت 8.5 مليون متر مكعب بنسبة 13.9 في المائة مقابل 6.5 مليون متر مكعب.

بدورها، بلغت إيرادات السدود من الأمطار من بداية شهر سبتمبر 2024 إلى غاية يوم الجمعة الماضي، قرابة 368 مليون متر مكعب أي بنسبة 52.5 في المئة في حين أن المعدل هو 701 مليون متر مكعب.