سباق الأمتار الأخيرة على من يحكم غزة بين حماس وعباس

وكالة أنباء حضرموت

 حرصت حماس على إظهار أنها الحاكم الفعلي لغزة بعد أن بدأت بترتيب بقايا أجهزتها الأمنية والإدارية لإنجاح مهمة تسليم وتسلم الرهائن والأسرى والظهور كشريك فلسطيني وحيد في عملية التبادل، لكن السلطة الفلسطينية بدورها لم تخف رغبتها في أن تتسلم قيادة غزة بعد الحرب اعتمادا على شرعيتها الدولية كسلطة معترف بها.

لكن لا يعرف إلى حد الآن إن كان سيتم العمل باتفاق وقف إطلاق أم لا مع تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول فيه إن إسرائيل لن تمضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار قبل تسلم قائمة بأسماء 33 رهينة ستطلق حماس سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.

ويهدف سباق الأمتار الأخيرة بين حكم حماس وسلطة الرئيس محمود عباس إلى إبراز القوة من الجهتين، لكنه في النهاية يظهر أن الفلسطينيين منقسمون ومتصارعون، وأن الجهات الراعية للاتفاق من واجبها أن تدعم فكرة إقامة إدارة محايدة تشترك فيها دول إقليمية والأمم المتحدة لتأمين المناخ الملائم في غزة ما بعد الحرب وتسهيل مهمة توزيع المساعدات وإعادة الإعمار.

وطرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء خطة بلاده لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، وفق مقاربة تقوم على عنصرين اثنين؛ الأول: لا وجود لحركة حماس في اليوم التالي للحرب، والثاني: إدارة مؤقتة تحت إشراف أممي إلى حين إصلاح السلطة الفلسطينية.

وقال بلينكن إن هدف واشنطن هو ضمان عدم قدرة حماس على حكم غزة، مشددا على أنه لا يمكن لأحد أن يفرض على إسرائيل قبول دولة فلسطينية تحت حكم حماس أو أيّ حركة متطرفة.

لكن السلطة الفلسطينية تريد أن تستبق عملية الإصلاح والتأهيل وتريد حكم غزة الآن بعد إضعاف حماس وتراجع قدراتها في الحرب.

وتعارض إسرائيل استلام السلطة الفلسطينية الحالية مهمة إدارة غزة، وهو ما يجعل من أولوية إصلاحها أمرا ملحا. والإصلاح المقصود يرتكز على ضرورة تغيير القيادة الحالية، التي اتسم حكمها بالضعف والتردد، وضرورة استلام قيادة جديدة قادرة على الإيفاء بتعهدات السلام.

وقالت السلطة الفلسطينية إنها مستعدة “لتولي مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة” بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.

وأشارت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إلى أن “طواقمها الإدارية والأمنية لديها كامل الاستعداد للقيام بواجباتها، للتخفيف من معاناة شعبنا، وعودة النازحين إلى منازلهم وأماكن سكناهم، وإعادة الخدمات الأساسية من مياه، وكهرباء، واستلام المعابر، وإعادة الإعمار”.

◄ الصراع بين حماس والسلطة يظهر أن الفلسطينيين منقسمون، وعلى الجهات الدولية دعم إقامة إدارة محايدة

وأكدت على ضرورة “تَولي دولة فلسطين مسؤولياتها الكاملة في القطاع، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وطالبت بـ”الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل منه”.

لكن حماس تريد أن تجعل من تفاوضها بشأن تبادل الرهائن والأسرى كدليل أمر واقع على أنها ستبقى في الحكم، وتشرف على الوضع الأمني في القطاع، ولذلك وجهت نداء لأجهزتها الأمنية والإدارية للتحرك بهدف السيطرة على الوضع وتقديم الخدمات، محذرة من الفوضى.

وأعلنت وزارة داخلية حماس، السبت، بدء انتشار أجهزتها في محافظات القطاع مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد.

وقالت في بيان “ستبدأ أجهزة وزارة الداخلية والأمن الوطني (تديرها حماس) الانتشار في محافظات قطاع غزة كافة، والقيام بالواجب المقدس في خدمة أبناء شعبنا فور دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ“.

وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي ركز خلال حرب الإبادة الجماعية التي تواصلت لأكثر من 15 شهرا على “استهداف الوزارة محاولا بذلك ضرب أحد عوامل صمود الشعب في وجه العدوان“.

◄ السلطة الفلسطينية تريد أن تستبق عملية الإصلاح والتأهيل وتريد حكم غزة الآن بعد إضعاف حماس وتراجع قدراتها في الحرب

وتابعت “رغم الثمن الفادح الذي دفعته الوزارة من خيرة قادتها وأبنائها إلا أنها بقيت تعمل بكل الإمكانات المتاحة في ظل ظروف بالغة التعقيد، وتصدت بكل ما تملك لمخططات الاحتلال في إشاعة الفوضى والفلتان داخل المجتمع الفلسطيني في القطاع“.

ودعت الوزارة المواطنين إلى “المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، والابتعاد عن أيّ تصرفات قد تشكل خطرا على حياتهم، وإلى التعاون مع ضباط وعناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية، حرصا على أمنهم وسلامتهم“.

ومساء الجمعة، أفادت مصادر مصرية بتشكيل غرفة عمليات تضم مصر وفلسطين وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل لمتابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وفي كلمة ألقاها في المجلس الأطلسي بواشنطن خلال أيامه الأخيرة في منصبه، قال بلينكن إن واشنطن ترى أن تضطلع سلطة فلسطينية معادة هيكلتها بإدارة غزة ودعوة شركاء دوليين إلى المساعدة على إنشاء إدارة مؤقتة للقطاع والإشراف على عملها. وأضاف بلينكن في كلمته أن قوة أمنية ستتشكل من قوات تابعة لدول شريكة وأفراد فلسطينيين هوياتهم معروفة.