طفرة وشيكة في إمدادات الألومنيوم توقف الارتفاع القياسي للأسعار
تعمل الطاقة الجديدة لتحويل البوكسيت إلى الألومينا في العام المقبل على تخفيف حدة نقص الإمدادات ووقف ارتفاع الأسعار القياسي للمادة المستخدمة في صناعة الألومنيوم.
وحولت أسعار الألومينا المرتفعة خارج الصين أكبر منتج ومستهلك إلى مصدر صاف هذا العام من مستورد خالص، ورفعت أسعار الألومنيوم الذي يستخدم في صناعات النقل والبناء والتعبئة والتغليف.
وساهمت الاضطرابات في إمدادات البوكسيت من غينيا والبرازيل وتعليق الإنتاج في أستراليا في ارتفاع أسعار الألومينا بشكل غير مسبوق.
وصعدت الأسعار بنسبة 70 في المئة هذا العام إلى مستوى قياسي بلغ 779.77 دولارا للطن في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة. وعلى مدار هذا العام ارتفعت بنحو 7 في المئة.
وقال إيفيند كاليفيك، الرئيس التنفيذي لشركة هيدرو النرويجية لإنتاج الألومنيوم، “لا يبدو أن هناك نهاية لهذا النقص في الألومينا، ليس على الفور.”
وتوقع في تصريح لوكالة رويترز أن تبدأ مصافي الألومينا الجديدة في إندونيسيا والهند في إضافة المزيد من الأطنان إلى السوق.
وبلغ إجمالي إمدادات الألومينا العالمية العام الماضي 140 مليون طن، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، دون تغيير عن العام السابق. وهناك المزيد من الإمدادات في طور الإعداد.
وفي الصين، من المقرر أن يبدأ تشغيل أكثر من 13 مليون طن من الطاقة الجديدة العام المقبل، وفقا لمزود المعلومات سوق شنغهاي للمعادن (أس.أم.أم).
وتخطط شركة فيدانتا للاستثمار في مصنع بالهند بسعة سنوية تبلغ 6 ملايين طن من الألومينا بحلول عام 2026. أما في غينيا فتخطط إحدى أذرع شركة الإمارات العالمية للألومنيوم لبناء مصفاة للألومينا بسعة مليوني طن سنويا، ومن المقرر افتتاحها في سبتمبر 2026.
وفي إندونيسيا، تخطط شركتان حكوميتان لمضاعفة الطاقة في مصفاتهما في مقاطعة غرب كاليمانتان إلى مليوني طن، ولكن لم تحددا جدولا زمنيا.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تعمل أسعار الألومينا المرتفعة وهوامش الربح الأعلى على تحفيز استخدام الطاقة الإنتاجية الصينية، مما يزيد من العرض.
وذكرت شركة أس.أم.أم أن الطاقة الإنتاجية للألومينا في الصين والتي تبلغ 102.7 مليون طن يتم استغلالها بمعدل 83.6 في المئة.
وقال محللون في شركة أنتايك للأبحاث المدعومة من الدولة الصينية “أظهر منتجو الألومينا استعدادا قويا للحفاظ على معدل تشغيل مرتفع هذا العام مدفوعا بهوامش الربح السخية.”
لكنهم أشاروا إلى أن الإنتاج قد يتأثر إذا استمر التلوث الشديد هذا الشتاء لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تفاقم نقص العرض في السوق.
وارتفعت صادرات الألومينا الصينية في الفترة من يناير إلى سبتمبر بنسبة 33 في المئة بمقارنة سنوية إلى 123.57 مليون طن، بسعر متوسط بلغ 541 دولارا للطن، أي حوالي 10 في المئة أكثر من السعر في بورصة شنغهاي خلال الفترة ذاتها.
في المئة نسبة الزيادة في الأسعار خلال العام الحالي في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة
ويتوقع بعض المحللين، الذين يرون فائضا وشيكا في العرض، انخفاض أسعار الألومينا في 2025. ويتوقع بنك يو.بي.أس السويسري أن يبلغ متوسط السعر 497.4 دولارا للطن في عام 2025، في حين يقدره بنك أنتايك عند 552.66 دولارا للطن.
وقالت شارون دينج، رئيسة قسم المواد الأساسية الصينية في يو.بي.أس، “نتوقع أن يدخل سوق الألومينا في الصين في فائض في العرض اعتبارا من فبراير، وسينخفض السعر نتيجة لذلك”.
وتتوقع أس.أم.أم أن يتحول السوق الصيني إلى فائض قدره 960 ألف طن في 2025 من عجز قدره 235 ألف طن هذا العام، بينما يتوقع يو.بي.أس فائضا عالميا قدره 890 ألف طن العام المقبل بعد عجز قدره 920 ألف طن في 2024.
ومن المرجح أن تكون الفوائض في عام 2025 أعلى إذا تباطأ نمو الطلب بسبب الحد الأقصى الذي فرضته الحكومة عند 45.5 مليون طن من إنتاج الألومنيوم.
ويرجع عجز الألومينا هذا العام إلى عوامل متعددة، فقد أغلقت شركة إنتاج الألومنيوم الأميركية ألكوا مصفاة كوينانا الأسترالية، التي تبلغ طاقتها السنوية 2.19 مليون طن، في الربع الثاني.
وفي مايو الماضي، أعلنت شركة ريو تينتو القوة القاهرة على الألومينا من مصافيها في كوينزلاند في أستراليا. وتستطيع مصفاة ياروون التابعة للشركة إنتاج ثلاثة ملايين طن من الألومينا سنويا.
وقال توم برايس، المحلل لدى ليبيرم، “فقدنا بعض المصادر الكبيرة للألومينا هذا العام بما في ذلك من ريو تينتو التي من غير المتوقع أن تعود إلى الإنتاج الطبيعي حتى وقت مبكر من العام المقبل”.
والأسبوع الماضي أوقفت ألكوا شحنات البوكسيت من ميناء جوروتي في البرازيل بسبب سفينة جنحت، مما أضاف إلى التوتر في السوق التي أصابها الفزع بالفعل بسبب اضطرابات التصدير من غينيا.
وأدت الفيضانات في غينيا في وقت سابق هذا العام إلى الحد من شحنات البوكسيت، والتي تعطلت مرة أخرى بسبب تعليق الجمارك للصادرات من شركة غينيا ألومينا كوربوريشن التابعة لشركة الإمارات للألومنيوم.