تباين أداء وول ستريت.. الذكاء الاصطناعي يتراجع والشركات التقليدية تعوض الخسائر

وكالة أنباء حضرموت

تصدر سهم شركة برودكوم قائمة الأسهم الأكثر انخفاضا في قطاع الذكاء الاصطناعي يوم الجمعة، رغم تحقيق الشركة أرباحا تجاوزت توقعات المحللين.

ومع ذلك، بدأت قطاعات أخرى كانت متأخرة عن شركات التكنولوجيا الكبرى تعوض التراجع، مما ساهم في بقاء مؤشرات وول ستريت قريبة من مستوياتها القياسية.

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2% في تداولات الصباح بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق، بينما تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4% حتى الساعة العاشرة صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة بسبب ضعف أداء قطاع التكنولوجيا. ومع ذلك، سجل داو جونز الصناعي ارتفاعًا بمقدار 110 نقاط، أي ما يعادل 0.2%، مضيفًا إلى سجله القياسي.

وفقا لوكالة (AP)، هبط سهم برودكوم بنسبة 8.8% رغم إعلان الشركة عن أرباح قوية في الربع الأخير، ووصف المحللون الأداء بالمتين. وأشار الرئيس التنفيذي هوك تان إلى أن النمو الكبير في إيرادات أشباه الموصلات الخاصة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 74% كان له دور بارز في هذا الأداء. إلا أن بعض المستثمرين أعربوا عن قلقهم حيال توقعات الربحية لكل دولار من الإيرادات، كما أن الزخم الاستثنائي الذي سجله السهم منذ بداية العام، بارتفاع بلغ 75.3%، قد يكون دفع المستثمرين إلى جني الأرباح.

جاءت خسائر برودكوم بعد يوم من تراجع أسهم أوراكل بنسبة 11% تقريبًا، رغم إعلانها عن أرباح تفوقت على توقعات المحللين أيضًا. وما زالت التساؤلات قائمة حول جدوى الإنفاق الكبير للشركة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما ألقت بظلالها على القطاع ككل، رغم استمرار ضخ مليارات الدولارات فيه.

يمثل هذا المشهد عودة إلى الواقع بالنسبة لشركات الذكاء الاصطناعي الرائدة، التي كانت سابقًا المحرك الرئيسي لارتفاع أسعار الأسهم. في المقابل، شهدت أسهم شركات أخرى، كانت متأثرة بعدم اليقين الاقتصادي وقرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، ارتفاعًا ملحوظًا. على سبيل المثال، قفزت أسهم الشركات الصغيرة المدرجة في مؤشر راسل 2000 بنسبة 2.6% هذا الأسبوع، متجاوزة تراجع مؤشر ناسداك المركب البالغ 0.4%.

حققت أسهم الشركات الكبرى في مؤشر داو جونز الصناعي أداءً قويًا، خصوصًا تلك التي لا تركز بشكل كبير على قطاع التكنولوجيا. وكانت شركة فيزا من أبرز العوامل الدافعة لارتفاع المؤشر يوم الجمعة، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 1%.

وفي ظل المناخ الحالي، يشعر المستثمرون بتفاؤل أكبر حيال أسعار الفائدة. فقد خفض الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثالثة خلال العام، مشيرًا إلى احتمال خفض إضافي في 2026.

وتفضل وول ستريت أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تحفز الاقتصاد وتدعم أسعار الاستثمارات، رغم مخاطر زيادة التضخم. وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الأربعاء إلى إمكانية تثبيت أسعار الفائدة لفترة، مما ساعد على تهدئة المخاوف واستبعاد مزيد من التخفيضات في 2026.

وشهدت أسهم شركات السفر انتعاشًا يوم الجمعة، مدعومة بانخفاض أسعار النفط الذي يُخفض تكاليف التشغيل، مع توقعات إيجابية من أسعار الفائدة المنخفضة. ارتفعت أسهم Norwegian Cruise Line بنسبة 3.4%، بينما صعدت أسهم Southwest Airlines بنسبة 2.2%.

كما سجلت أسهم Lululemon Athletica أكبر مكسب في مؤشر S&P 500 بارتفاع قدره 12.6%، بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح وإيرادات تجاوزت توقعات المحللين للربع المنتهي في 2 نوفمبر. وأوضحت الشركة أن رئيسها التنفيذي، كالفين ماكدونالد، يعتزم الاستقالة نهاية يناير استجابة لضغوطات تحسين الإيرادات.

على الصعيد العالمي، ارتفعت المؤشرات في معظم الأسواق الأوروبية والآسيوية، حيث قفزت الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.7%، وارتفعت في طوكيو بنسبة 1.4%، محققة اثنين من أكبر المكاسب عالميًا. أما في سوق السندات، فقد صعد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.18% من 4.14% في نهاية تداولات الخميس.