اخبار الإقليم والعالم
منشقون عن بوليساريو يطالبون بإشراكهم في العملية السياسية
دعت حركة "صحراويون من أجل السلام"، التي تضم مجموعة من القيادات المدنية والعسكرية المنشقة عن جبهة بوليساريو في بيان، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، إلى ضمها للعملية السياسية وإشراكها في الموائد المستديرة من أجل إيجاد حل توافقي لهذا النزاع الإقليمي.
وجاءت دعوة الحركة، في خضم زيارة يقوم بها المبعوث الأممي إلى المنطقة، قبيل جلسة لمجلس الأمن مقرر عقدها في الرابع عشر من أبريل الجاري.
وحثت الحركة خلال اجتماع لجنتها السياسية الدائمة، على أهمية مواصلة العمل لتحقيق هدف لمّ شمل الصحراويين والمساهمة في حل قضية الصحراء، مؤكدة في الوقت ذاته على حاجة هذه القضية إلى إستراتيجية جديدة تُسهم في عودة العملية السياسية.
وقال أحمد باريكلا، السكرتير العام للحركة، إن الإحداثيات التي بُنيت عليها خطة الحل في العام 1991 قد تم تجاوزها، وقد أصبح من غير المقبول أن تظل جبهة بوليساريو “الممثل الوحيد والشرعي” للشعب الصحراوي دون التصويت في صناديق الاقتراع.
وأكد باريكلا، في تصريحات لـ”العرب”، أن الوقت قد حان للأمم المتحدة لإضفاء الطابع الديمقراطي على العملية السياسية من خلال فتح المجال أمام حركة صحراويون من أجل السلام كقوة سياسية معتدلة وواقعية ومستقلة ملتزمة بتحقيق حل لا رابحين فيه ولا خاسرين.
وأعرب سكرتير الحركة عن القلق البالغ من استمرار الجمود والمواقف المتطرفة وغطرسة جبهة بوليساريو، لافتا إلى أن ذلك سوف يؤدي إلى فشل البعثة الأممية ويعجّل في نهاية المطاف بانسحاب بعثة المينورسو، كما اقترح بعض المحللين المقربين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكدت “حركة صحراويون من أجل السلام”، في بيانها على وجود إجماع من الشخصيات والمنظمات الدولية التي شاركت في الندوة الدولية الثالثة للحوار والسلام في الصحراء، التي احتضنتها لاس بالماس أواخر فبراير الماضي، على الدور الكبير الذي من المنتظر أن تلعبه الحركة، في ظل الجمود السياسي الذي يعرفه ملف الصحراء.
في هذا الاطار طالب محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، بالعمل على إحياء تدابير بناء الثقة التي سبق أن دشنتها الأمم المتحدة بين أطراف النزاع حول الصحراء، مع ضرورة الفصل ما بين المسار السياسي المتعلق بالحل السياسي الذي يعرقله خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية، وبين المسارين الإنساني والتنموي، مشيرا إلى أنه لا ينبغي انتظار تبني بعض الأطراف للإرادة السياسية الحقيقية للإنخراط في الجهود الأممية الرامية للتوصل للحل السياسية لأجل إنهاء مأساة احتجاز خارج الأعراف والقوانين، يفترض أن تكون المواقف منها مبنية على مبادئ إنسانية فوق أي مزايدة سياسوية.
وأقدمت حركة “صحراويون من أجل السلام”، على طلب انضمامها إلى العملية السياسية، بعدما تم قبولها عضوا مراقبا في المنظمة الاشتراكية الدولية، في خطوة اعتبرتها تعزيزا لمسار الحركة السياسي والدبلوماسي على المستوى الدولي، كما يعكس انسجام توجهاتها السياسية والأيديولوجية مع مبادئ المنظمة، بما في ذلك الدفاع عن الديمقراطية، التعددية الحزبية، والالتزام بالحلول السلمية لمشكلة الصحراء، ويعزز موقع الحركة كقوة جديدة تشكلت في أبريل 2020، تحمل رؤية تهدف إلى تحقيق رفاهية الصحراويين في إطار سياسي متوازن.
حركة "صحراويون من أجل السلام" أقدمت على طلب انضمامها إلى العملية السياسية، بعدما تم قبولها عضوا مراقبا في المنظمة الاشتراكية الدولية
وأكد أحمد باريكلا، مواصلة الحركة استثمار علاقاتها الدولية، والتواصل مع الصحراويين في مختلف مناطق تواجدهم، من أجل تشجيعهم على الانضمام إلى مشروعها السياسي.
ودعت قيادات حركة “صحراويون من أجل السلام”، التي عبّرت عن دعمها مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، المملكة المغربية إلى فتح قنوات التفاوض مع الحركة، بالنظر إلى مراوغات القيادات الحالية لبوليساريو ورفضها تعديل خطابها ومطالبها الانفصالية غير الواقعية، مشيرة إلى أن ارتهان قرار الجبهة للداعم الجزائري ما يحول دون إحراز أي تقدّم في مسلسل التسوية لهذا النزاع، كما وجّهت الحركة، رسالة مفتوحة إلى جبهة بوليساريو، دعتها من خلالها إلى تبني خطاب سياسي جديد ينسجم مع حجم التحولات الجيوسياسية في المنطقة.
وخلال زيارة دي ميستورا، إلى تندوف، عاد إبراهيم غالي، زعيم جبهة بوليساريو، إلى المطالبة بـ”تطبيق خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة والوحدة الأفريقية القائمة على استفتاء تقرير المصير، ليمارس الشعب الصحراوي من خلالها حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.”
ويُنتظر حسب الجدولة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة بأن يتقدم دي ميستورا بإحاطة لمجلس الأمن في جلسة مغلقة بتاريخ 14 أبريل الجاري، يقدم خلالها تقريرا حول جولاته الأخيرة التي شملت المغرب بما في ذلك زيارته إلى العيون وتندوف.
واعتبر باريكلا، في تصريحه لـ”العرب” أن أولوية “حركة صحراويون من أجل السلام”، هو المساهمة في إيجاد حل سلمي لمشكلة الصحراء، التي زرعت على مدى خمسة عقود عدم الاستقرار في شمال غرب أفريقيا وحكمت على الآلاف من الصحراويين بالعيش في ظروف غير إنسانية وفي المنفى بعيدًا عن وطنهم، إذ لم تتمكن الأمم المتحدة على مدى ثلاثين عاما من إحراز تقدم في جهودها بسبب المواقف المتعارضة تماما التي اتخذتها الأطراف التي اعترفت بها الأمم المتحدة حتى الآن، ومن هنا تأتي فائدة “الطريق الثالث” لتسهيل التوصل إلى حل وسط.