اخبار الإقليم والعالم
وكالة الأنباء الألمانية تدشن مركزا إقليميا في قطر.. منافسة إعلامية على أشدها
دشنت وكالة الأنباء الألمانية “دي.بي.أي” مركزا تحريرا إقليميا جديدا لها في الدوحة، بهدف توسيع شبكة مراسليها في أنحاء العالم، وتعزيز التغطية الإخبارية في المنطقة العربية، وبدا لافتا أن الوكالة الألمانية اتخذت هذه الخطوة بعدما اتخذت شبكة “سي.أن.أن” قرارا مماثلا وهو ما من شأنه أن يوسع نطاق المنافسة الإعلامية المحتدمة في منطقة الخليج.
وفي الوقت الذي تظل فيه منطقة الشرق الأوسط تشكل محورا مركزيا لأجندة الأخبار العالمية، تنظر الوكالة الألمانية إلى هذه الخطوة باعتبارها ستساعدها على تعزيز تركيزها على منطقة تتنامى أهميتها الاقتصادية والسياسية على نحو مطرد، حيث تزود الوكالة وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط، وفي أنحاء العالم، “بالمعلومات الموثوقة والمحققة باللغة العربية”.
ويقع المقر الإقليمي الجديد في المدينة الإعلامية قطر، حيث يضم المقر منافذ إعلامية عالمية أخرى. في المقابل تسعى قطر إلى استقطاب وسائل إعلام غربية لتكون مركز ثقل إخباري لمنافسة الإمبراطوريات الإعلامية الإماراتية والسعودية، حيث يحتضن البلدان مقرات وسائل إعلام عالمية إلى جانب مؤسساتهما المؤثرة في المنطقة.
وتبدو قطر حريصة على تنويع المراكز الإخبارية التي تبث عبرها، نظرا إلى أن شبكة الجزيرة الإخبارية التي تعتمد عليها الدوحة كواجهة إعلامية باتت مكشوفة باعتبارها منصة للإسلاميين في العالم العربي، ما يجعل شريحة واسعة من الجمهور العربي لا تثق كثيرا بما تقدمه. لذلك تهتم الدوحة بجذب وسائل إعلام غربية تعتبر أكثر حيادية في التعامل مع قضايا المنطقة ما يمنح قطر فرصة لتحسين صورتها باعتبارها مقرا لهذه الوسائل.
وأفاد الرئيس التنفيذي لوكالة الأنباء الألمانية بيتر كروبش “نحن سعداء بتعاوننا مع المدينة الإعلامية قطر، حيث يعزز ذلك من تواجدنا في منطقة الخليج. لقد نجحت الوكالة في تقديم تقاريرها باللغة العربية على مدى عقود طويلة، وأسهمت في تأصيل جذورها، كما أن لديها مكاتب مراسلين منتشرة في العديد من الدول العربية.” وأضاف كروبش “إن التزامنا الراسخ تجاه المنطقة تجلى من خلال الخدمة العالمية للأخبار باللغة العربية التي أطلقناها العام الماضي بالتعاون مع وكالة أسوشيتد برس.”
◙ مركز التحرير سيوفر خدمات متعددة اللغات تشمل العربية والألمانية والإنجليزية والإسبانية وتدريب الإعلاميين
وصرحت المدينة الإعلامية القطرية في بيان لها بأن المركز من المقرر أن يبدأ عملياته في يونيو 2025، لمدة أولية تمتد لخمس سنوات، وذلك في إطار الالتزام بدعم التغطية الإخبارية عالية الجودة وتعزيز الحضور الإعلامي العالمي من قلب المنطقة.
وسيوفر مركز التحرير خدمات تحريرية متعددة اللغات تشمل العربية والألمانية والإنجليزية والإسبانية، إلى جانب تدريب الكوادر الإعلامية، لاسيما المواهب القطرية، في خطوة تهدف إلى تطوير بيئة إعلامية احترافية ومستدامة.
وفي هذا الإطار أكد جاسم محمد الخوري، الرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية قطر، أن “انضمام وكالة الأنباء الألمانية إلى شبكتنا التي تضم أكثر من 200 شريك مرخص، يعكس التزامنا بدعم المحتوى العربي وتعزيز السرد الإقليمي”، مشيرا إلى أنها خطوة إستراتيجية نحو تشكيل مستقبل الإعلام، ودفع الابتكار، وإيصال صوت منطقتنا إلى الجماهير العالمية.”
وقال رئيس تحرير وكالة الأنباء الألمانية سفين جوسمان “الشرق الأوسط ساحة مهمة على نحو بارز في السياسة العالمية. وهذا هو سبب تعزيز تقاريرنا المستقلة، والبناءة بشكل كبير، هنا من خلال مركزنا التحريري الجديد في الدوحة.” وسوف تدير الخدمة العربية لوكالة الأنباء الألمانية، ومقرها القاهرة، المركز الإقليمي للوكالة في الدوحة.
وأفاد مدير تحرير الخدمة العربية في “دي.بي.أي” مختار القماطي “من قطر، نسعى إلى توسيع نطاق تغطيتنا من منطقة الخليج، وإليها، من خلال أربعة مراسلين. هذا استثمار إضافي في خدمتنا العربية، كما كان الحال في تعاوننا الجديد مع وكالة أسوشيتد برس في الخدمة العالمية للأخبار باللغة العربية.”
وقال جاسم محمد الخوري “يؤكد انضمام وكالة الأنباء الألمانية (دي.بي.أي)، إلى منظومتنا التي تشمل أكثر من 200 شريك مرخص، التزامنا بدعم المحتوى العربي وتعزيز السرد القصصي الإقليمي، كما يمثل خطوة هامة في تشكيل مستقبل الإعلام، ودفع الابتكار، ووصول مجريات الأحداث من منطقتنا إلى الجماهير العالمية.”
وتقدم وكالة الأنباء الألمانية تقاريرها باللغة العربية منذ ستينات القرن الماضي. وإلى جانب مصر تشمل شبكة مراسلي الوكالة مكاتب في إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية وإيران والعراق وسوريا والمملكة العربية السعودية وأفغانستان واليمن وقطر.
وتأتي خطوة الوكالة الألمانية بعد حوالي شهرين على إعلان شبكة “سي.أن.أن” تعزيز حضورها في الشرق الأوسط بتوسيع نطاق عملها من خلال تأسيس أستوديو جديد في مدينة الإعلام بقطر، وهو ما يمثل توسعا كبيرا لبصمتها الإقليمية التي انطلقت قبل عشرين عاما في الإمارات.
◙ خطوة الوكالة الألمانية تأتي بعد حوالي شهرين على إعلان شبكة "سي.أن.أن" تعزيز حضورها في الشرق الأوسط
وتُعد هذه المبادرة جزءا من إستراتيجية الشبكة الأوسع لتعزيز قدراتها في إنشاء المحتوى العالمي والإقليمي. وستركز الجهود على تطوير وإنتاج محتوى عبر مختلف المنصات يتناول أبرز القصص التي تعكس التطورات العالمية السائدة.
وتنظر قطر إلى المبادرة باعتبارها إضافة إعلامية مهمة لها، حيث رحب الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مدينة الإعلام في قطر، بوصول شبكة “سي.أن.أن”، وشدد على الدور المتنامي الذي تلعبه قطر كمركز للإعلام والتكنولوجيا.
وقال “يشير هذا التوسع إلى النمو المستمر للدور الإستراتيجي لقطر في تشكيل المحادثات العالمية من قلب الشرق الأوسط لأنه هنا، حيث يتم صنع التالي، فإننا لا نشهد التقدم فحسب، بل ونجعله يحدث أيضا.” وسيتولى فريق من منشئي المحتوى في “سي.أن.أن” نشر المحتوى على المنصات الرقمية والاجتماعية، إلى جانب إنتاج برنامج أسبوعي مبتكر يُعرض على “سي.أن.أن إنترناشونال”.
وسيتم العمل على استكمال مراكز “سي.أن.أن” الحالية في المنطقة، بما في ذلك مقرها الرئيسي في الشرق الأوسط في أبوظبي، بالإضافة إلى قواعدها في دبي، حيث يقع المقر الرئيسي لقناة “سي.أن.أن” العربية، ومكاتب إخبارية مختلفة في جميع أنحاء المنطقة.
ومن المقرر أن يبدأ المركز الجديد في مدينة الإعلام بقطر العمل في النصف الثاني من عام 2025، وسيركز على تطوير محتوى متعدد المنصات يغطي الاتجاهات العالمية الرئيسية. وسيعمل فريق متخصص من منشئي المحتوى على إنتاج مواد للمنصات الرقمية والاجتماعية، إلى جانب برنامج أسبوعي مبتكر لشبكة “سي.أن.أن” الدولية.