قالیباف يكشف حقيقة النظام: الحرب خارج الحدود.. أو الحرب داخل إيران

في اعتراف جديد يكشف طبيعة نظام ولاية الفقيه القائمة على الحروب وتصدير الأزمات، قال محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس شورى النظام، في مقابلة متلفزة حديثة: «إذا لم نحارب إسرائيل عند حدود الجولان، فعلينا أن نحارب على بعد 30 كيلومتراً من حدودنا في كردستان».

وكالة الانباء حضر موت

في اعتراف جديد يكشف طبيعة نظام ولاية الفقيه القائمة على الحروب وتصدير الأزمات، قال محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس شورى النظام، في مقابلة متلفزة حديثة: «إذا لم نحارب إسرائيل عند حدود الجولان، فعلينا أن نحارب على بعد 30 كيلومتراً من حدودنا في كردستان».

هذا التصريح لم يأتِ من أحد المعارضين، بل من رأس السلطة التشريعية في طهران، ليؤكد أنّ كل سياسات النظام تقوم على مبدأ إشعال الحروب الخارجية لحماية بقائه المهتزّ في الداخل.

 

لقد حاول قاليباف تبرير التدخلات العسكرية للنظام تحت شعار «الدفاع عن مصالح إيران وأمن العالم الإسلامي»، لكن الحقيقة التي بات يعرفها الشعب الإيراني والعالم، أنّ هذه السياسات الكارثية لا علاقة لها بمصالح الشعب، بل بخدمة بقاء النظام وإدامة مشروعه التوسعي.

 

هذا الاعتراف يثبت مجدداً ما تؤكده المقاومة الإيرانية منذ عقود: هذا النظام غير قابل للإصلاح، وأي رهان على تغييره من الداخل أو اعتداله وهمٌ خطير. الطريق الوحيد نحو السلام في المنطقة وأمن الشعب الإيراني هو إسقاط نظام الملالي على يد الشعب ومقاومته المنظمة.

 

وفي هذا السياق، لم تكن ساحة نيويورك بعيدة عن هذه الحقائق؛ فقد شهدت أمام مقر الأمم المتحدة تظاهرات حاشدة للجالية الإيرانية والأحرار الداعمين للمقاومة، تزامناً مع اجتماعات الجمعية العامة. ونقلت وكالة رويترز تقريراً مصوراً عن هذه التظاهرات التي خرجت احتجاجاً على حضور مسعود بزشكيان، ووصفتها بأنها من أكبر التحركات المنظمة للإيرانيين في الخارج. كما بثت وكالة الأسوشيتد برس مشاهد مباشرة للمسيرة التي رفع فيها المشاركون شعارات الحرية وصور الضحايا، مؤكدين أن وجود رئيس النظام في الأمم المتحدة لا يغيّر حقيقة أنّ هذا النظام هو راعي الإرهاب الأول في العالم.

 

هذه التظاهرات لم تكن مجرد حدث عابر، بل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأنّ الشعب الإيراني يرفض االنظام الديني الاستبدادي بكل أشكاله، ويصرّ على التغيير عبر مقاومته المنظمة. وهي أيضاً تأكيد على أنّ البديل الديمقراطي قائم ويمتد جذوره في الداخل والخارج، وأنّ المعركة ضد الاستبداد الديني في طهران جزء لا يتجزأ من معركة السلام والاستقرار في المنطقة.

 

إنّ تصريحات قاليباف من جهة، والتظاهرات الشعبية العارمة في الداخل والخارج من جهة أخرى، تضع المجتمع الدولي أمام حقيقة صارخة: نظام ولاية الفقيه هو منبع الشرور والحروب في المنطقة، ولا حلّ إلا بدعم تطلعات الشعب الإيراني نحو الحرية والديمقراطية، وإقامة جمهورية قائمة على فصل الدين عن الدولة والسلام مع الجوار.