«هجمات البيجر».. رئيس الموساد يكشف «القصة الكاملة»

وكالة أنباء حضرموت

رئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي دافيد برنياع يكشف للمرة الأولى التفاصيل الكاملة لعملية تفجير أجهزة النداء «البيجر» في لبنان.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى عن هذه العملية التي جرت منتصف سبتمبر/أيلول الماضي وشغلت أجهزة الاستخبارات حول العالم.

وتحدث برنياع عن «عملية أجهزة النداء» التي انفجرت خلالها أجهزة النداء لآلاف من عناصر حزب الله، في تصريحات أدلى بها خلال المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي.

واعتبر برنياع أن «العملية تعكس اختراقًا استخباراتيًا وفهمًا عميقًا للعدو وتفوقًا تكنولوجيًا وقدرات عملياتية رفيعة المستوى».

وفي هذا الصدد، كشف برنياع أن «الموساد استعد للمواجهة مع لبنان منذ نهاية حرب 2006، حيث جمع على مدى سنوات طويلة معلومات استخباراتية دقيقة».

ولفت إلى أن العملية كانت من شقين: الأول هو أجهزة النداء «البيجر»، وهي عملية جديدة نسبيًا، والثاني هو أجهزة النداء اللاسلكي «ووكي توكي».

وقال: «عملية أجهزة النداء البيجر حديثة نسبيًا مقارنة بعملية أجهزة اللاسلكي الووكي توكي، فقد تم تطوير عملية أجهزة اللاسلكي قبل حوالي عقد من الزمان خلال فترة ولاية (رئاسة الموساد) تمير باردو (2011-2016) واستمرت في عهد يوسي كوهين (2016-2021)».

وأضاف: «ظهرت فكرة عملية أجهزة النداء "البيجر" لأول مرة عندما أدركنا أن عملية أجهزة اللاسلكي لم تكن فعالة في جميع سيناريوهات القتال. لذلك، فكرنا في طريقة بديلة لاستهداف مسلحي حزب الله - من خلال تفجير جهاز متصل دائمًا بأجسادهم».

وأشار في هذا الصدد إلى أنه «تم إنشاء البنية التحتية التشغيلية الأولى في أواخر عام 2022، ووصلت أول شحنة إلى لبنان، والتي كانت تحتوي على 500 جهاز نداء فقط، قبل أسابيع فقط من المذبحة المروعة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023».

وتابع: «في ذلك الوقت، تم تخزين الآلاف من أجهزة اللاسلكي من العملية القديمة في الغالب في مستودعات حزب الله».

واعتبر برنياع أن «تفعيل العمليتين في بداية الحرب لم يكن ليحقق التأثير القوي الذي حققناه في ساحة المعركة وقت تنفيذهما».

وذكر أنه «بحلول الوقت الذي انطلقت فيه العملية في النهاية، فإن عدد الأجهزة التي انفجرت عند تفعيل العملية كان أكبر بعشرة أضعاف مما كان بحوزتنا في بداية الحرب، وضعف عدد أجهزة الاتصال اللاسلكي».

وبحسب قوله، «كانت المعضلة في إطلاق العملية في 17 سبتمبر/أيلول 2024 كبيرة، وكبيرة جدًا. في مناقشة الموافقة على العملية، تم تقديم مدرستين فكريتين، وكلاهما كان صحيحًا في وقت تقديمهما».

ومضى يقول: «اتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في النهاية القرار في معارضة كاملة للموقف السائد في المناقشة».

«الخدعة أقوى»
اعتبر برنياع أن «اليوم الذي انفجرت فيه آلاف أجهزة النداء في أيدي عناصر حزب الله سيُذكر باعتباره نقطة تحول في الحرب. إنه اليوم الذي تجاوزت فيه قوة الخدعة قوة الحركية».

وكشف أنه «لم تتجاوز كمية المتفجرات في كل الآلاف من الأجهزة مجتمعة كمية المتفجرات الموجودة في لغم قياسي واحد. لكن التأثير على الروح المعنوية كان قويًا».

وقال: «النصر في الحرب لا يقاس بعدد القتلى أو عدد الصواريخ المدمرة، بل بالانتصار على روح ومعنويات ودوافع العدو».

وأضاف: «لقد جمعنا معلومات استخباراتية فريدة من نوعها على مدى سنوات عديدة، وعززنا التعاون مع جهاز الاستخبارات العسكرية في مجموعة واسعة من الأنشطة العملياتية والاستخباراتية».

وقال: «لقد بادرنا وخططنا لعمليات وقدرات خاصة في أراضي العدو، والأهم من ذلك أننا فهمنا أن الحرب القادمة ستكون مختلفة عن الحروب السابقة التي عرفناها».