الخلافات السعودية - القطرية
سعود القحطاني يهاجم الصحافي السوري أحمد موفق زيدان.. قطر "أزمة لم تنته"
في تصعيد جديد للتوتر بين شخصيات إعلامية بارزة، شن مستشار ولي العهد السعودي السابق، سعود القحطاني، هجومًا لاذعًا على الصحافي السوري أحمد موفق زيدان، المعروف بعمله في قنوات إخبارية محسوبة على قطر، مثل قناة الجزيرة.
عبر حساب مستعار يحمل اسم "كولومبوس" على منصة إكس (تويتر سابقًا)، اتهم القحطاني الصحافي السوري والقنوات التي يعمل بها بـ"تدريب طواقم قنوات الميادين والمنار لخدمة أجندات ضد العرب". وأشار إلى أن هذه القنوات كانت تعمل لصالح ما وصفه بـ"محور الممانعة"، في إشارة إلى التحالف بين إيران وحلفائها في المنطقة.
في إحدى تغريداته، قال القحطاني موجهًا خطابه لزيدان: "أتحداك تعطيني تغريدة لي دعمت فيها بشار أو محور الممانعة؟ مهنياً أنت ملزم بإثبات كلامك بالأدلة. يعني تتهرب من مطام خوياك أبناء عزمي بالكذب علي؟ أثبت كلامك، بانتظارك، حين كنا نجلد محور الممانعة، كنتم تدربون طواقم قناة الميادين والمنار ضد العرب."
يُذكر أن سعود القحطاني كان شخصية مؤثرة في الديوان الملكي السعودي، حيث لعب دورًا كبيرًا في إدارة الملفات الإعلامية والدبلوماسية، خصوصًا خلال الأزمة الخليجية. ومن جهة أخرى، يُعرف أحمد موفق زيدان بتقاريره التي تركز على القضايا الإقليمية والشؤون العربية، وهو شخصية مثيرة للجدل نظرًا لآرائه الحادة وتغطيته للصراعات في المنطقة.
التصريحات التي أطلقها القحطاني أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المعلقون بين مؤيد ومعارض. البعض رأى فيها محاولة لتصفية حسابات قديمة في سياق التوترات السعودية القطرية، بينما انتقد آخرون النبرة الحادة في النقاش العام.
وعلى الرغم من توقيع اتفاقية العلا في يناير 2021، التي أنهت رسميًا الخلاف الخليجي وأعادت العلاقات بين قطر من جهة، والسعودية ودول التحالف (الإمارات، البحرين، ومصر) من جهة أخرى، لا تزال بعض الخلافات العالقة تعكس توترات تحت السطح، وإن لم تظهر بشكل علني دائم.
فالخلاف القطري السعودي لم يكن وليد اللحظة؛ بل يعود إلى عوامل تاريخية واستراتيجية تتعلق بـالدور الإقليمي لقطر، حيث تسعى الدوحة إلى لعب دور مستقل ومؤثر في المنطقة، ما وضعها في مواجهة مع السعودية التي تعتبر نفسها قائدة للمنطقة.
ويبدو ان القحطاني أشار إلى طبيعة صراع لا يزال موجودا، بطله قناة الجزيرة القطرية، التي لم تكتف بتوجيه الانتقادات للنظام السعودي، من تغطيتها التي تُعتبر معادية للرياض أو متعاطفة مع خصومها، بل يؤكد المستشار السعودي ان الدوحة لعبت دورا في تدريب طواقم قنوات تابعة لحزب الله اللبناني ممول إيرانيا.
ونشبت خلافات بين النظامين القطري والسعودي، في العام 2017م، على خلفية سعودية لقطر بدعم جماعات مثل الإخوان المسلمين، التي تعتبرها الرياض تهديدًا لاستقرارها.
ورغم المصالحة، استمرت بعض القضايا في إثارة التوتر بين الجانبين، حيث لم تتوقف الانتقادات المتبادلة بشكل كامل، حيث لا تزال وسائل إعلامية قطرية وسعودية تسلط الضوء على قضايا خلافية.
كذلك تباينت مواقف البلدين بشأن قضايا مثل الحرب في اليمن، العلاقات مع إيران، والتطبيع مع إسرائيل، والمنافسة على النفوذ الاقتصادي والسياسي داخل المنطقة، حيث تحاول قطر تعزيز دورها كدولة مؤثرة مقابل التوجهات السعودية الجديدة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتمثل الأزمة اليمنية من ابرز أسباب الخلاف القطري السعودي، فالدوحة تبنت مواقف نقدية للرياض وتدخلها في اليمن، واتهمت المملكة بالتسبب في أزمة إنسانية.
كما تحتفظ قطر بعلاقات استراتيجية مع إيران وتركيا، وهو ما يثير استياء السعودية التي تعتبر هاتين الدولتين تهديدًا لأمن الخليج.
وأعادت المصالحة في العلا العلاقات الدبلوماسية، لكنها لم تحل جميع القضايا الخلافية. المشهد الحالي بين الرياض والدوحة يعكس حالة من "التعايش المشروط"، حيث تحاول الدولتان إدارة خلافاتهما تحت مظلة المصالحة، مع التركيز على المصالح المشتركة. ومع ذلك، فإن استمرار التوترات الإقليمية قد يجعل من هذه المصالحة "هشة" إذا لم تُعالج القضايا الجذرية بجدية أكبر.