نفايات خوادم الذكاء الاصطناعي قد "تخرج عن السيطرة"
يتوقع الباحثون زيادة كبيرة في النفايات الإلكترونية الناتجة عن خوادم الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، حيث يُتوقع أن تتضاعف الكميات بنحو 1000 مرة. ويدعو الخبراء إلى ضرورة تطوير إستراتيجيات لإعادة تدوير هذه النفايات للحد من تأثيراتها البيئية السلبية.
وتُظهر دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر كومبيوتيشنال ساينس” أن الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤدي إلى زيادة كبيرة في النفايات الإلكترونية، حيث يُتوقع أن تصل الكميات إلى ما بين 1.2 و 5 مليون طن بحلول عام 2030، بزيادة تصل إلى 1000 مرة عن كميات النفايات التي تم إنتاجها في عام 2023.
وفي هذا السياق، قال الباحث آساف تزاتشور، الخبير في التنمية المستدامة بجامعة رايخمان في إسرائيل والمؤلف المشارك في الدراسة “توصلنا إلى أن النفايات الإلكترونية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، خاصة النماذج اللغوية الكبيرة، قد تتزايد بشكل كبير، ويمكن أن تصل إلى 2.5 مليون طن سنويًا إذا لم تُتخذ تدابير للتقليل منها”.
وقد اقترحت الدراسة عدة حلول لمواجهة هذه الزيادة في النفايات، مثل تمديد عمر الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، مما قد يساعد في تقليل كمية النفايات المنتجة.
كما أكد سوراب غوبتا، مؤسس منظمة ” إيرث 5 آر” في الهند، في حديثه مع لدويتشة فيله على أن أزمة النفايات الإلكترونية هي قضية عالمية، ما يستدعي تركيزًا أكبر على إدارة النفايات عبر الحدود لتقليل تأثيراتها السلبية. وأضاف قائلاً “إن التخلص غير السليم من النفايات الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مواد سامة مثل الرصاص والزئبق، مما يشكل تهديدًا لصحة الإنسان والبيئة”.
وتشكل النفايات الإلكترونية 70 في المئة من إجمالي النفايات السامة في العالم، رغم أن معدل إعادة تدويرها لا يتجاوز 12.5 في المئة. ووفقًا للبحث، تشير الحسابات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في استهلاك مراكز البيانات لما يصل إلى 4.5 في المئة من إجمالي الطاقة الإنتاجية العالمية بحلول عام 2030، مما يفاقم من مشكلة النفايات الإلكترونية.
ومن المهم أيضًا أن نلاحظ أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعتمد على تحسينات سريعة في بنية الأجهزة وتقنيات الرقائق، وهو ما يؤدي إلى المزيد من النفايات نتيجة لتحديث أو استبدال الأجهزة بشكل مستمر. ووفقًا لآساف تزاتشور، فإن معالجة هذه المشكلة في وقت مبكر سيكون أكثر فعالية من حيث التكلفة والنتائج.
وقد أنشأ الباحثون نموذجًا لقياس حجم النفايات الإلكترونية الناتجة عن مراكز البيانات التي تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تبين أن هذه النفايات قد تصل إلى 5 ملايين طن سنويًا. ومع ذلك، يرى تزاتشور أن هذه التقديرات قد تكون منخفضة نظرًا للتغيرات السريعة في مشهد الصناعة.
وشدد الباحثون على أهمية تطبيق إستراتيجيات لإطالة عمر الأجهزة، وإعادة استخدامها، واستخراج المواد القيمة من النفايات، وهو ما يعزز من استدامة الاقتصاد الدائري. كما أكد غوبتا على ضرورة تبني إستراتيجيات منصفة عبر الحدود لتخفيف الآثار البيئية والصحية الناجمة عن تصدير النفايات الإلكترونية من الدول ذات الدخل المرتفع إلى الدول النامية.