موجة احتجاجات واسعة في إيران تشمل قطاعات مختلفة

يوم الاثنين 11 نوفمبر شهدت إيران سلسلة من الاحتجاجات واسعة النطاق في عدة قطاعات، حيث تتعالى أصوات العاملين والمتقاعدين مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية ودفع مستحقاتهم المالية. وانتشرت هذه الاحتجاجات في مدن مختلفة، منها طهران والأهواز، فسا، آبادان، مشهد، شيراز، وقزوين، حيث يطالب المحتجون بتحقيق العدالة والرد على مطالبهم المستمرة.

مهدي عقبائي
وكالة انباء حضرموت

يوم الاثنين 11 نوفمبر شهدت إيران سلسلة من الاحتجاجات واسعة النطاق في عدة قطاعات، حيث تتعالى أصوات العاملين والمتقاعدين مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية ودفع مستحقاتهم المالية. وانتشرت هذه الاحتجاجات في مدن مختلفة، منها طهران والأهواز، فسا، آبادان، مشهد، شيراز، وقزوين، حيث يطالب المحتجون بتحقيق العدالة والرد على مطالبهم المستمرة.

في طهران، دخل تجمع المعلمين المتقاعدين يومه الثاني أمام منظمة التخطيط والميزانية، احتجاجًا على عدم دفع 60% من مكافآت التقاعد. ويتصاعد استياء المعلمين المتقاعدين بسبب الوعود غير المنفذة وتأخر دفع مستحقاتهم، حيث ردد المتظاهرون شعارات مثل: “هيهات هيهات من هذا كل الظلم”. وإضافة إلى ذلك، تجمع حوالي ألف معلم متقاعد من جميع أنحاء البلاد في طهران، يعبرون عن احتجاجهم على عدم تحويل 60% من مكافآت نهاية خدمتهم لعام 2023، والتي لا يزال صرفها معلقًا على الرغم من الوعود المتكررة. وفي صيف هذا العام، تم دفع 40% من مكافآت نهاية الخدمة، التي تعادل 200 مليون تومان، لكن الـ60% المتبقية، والتي تعادل أيضًا حوالي 200 مليون تومان، لم تُحول بعد. وعود الحكومة بتحويل هذا المبلغ في أوائل شهر آبان لم تتحقق، مما زاد من استياء المعلمين المتقاعدين الذين يواجهون آثار تأخير دفع المكافآت وانخفاض قيمة العملة، مما يفاقم مشاكلهم الاقتصادية والمعيشية.

في الأهواز، تجمع متقاعدو الضمان الاجتماعي في احتجاج واسع أمام مبنى الشركة، معبرين عن استيائهم من تدهور ظروفهم المالية والمعيشية. وطالب المحتجون برفع مستحقاتهم وتحقيق العدالة، مشددين على أن معاناتهم اليومية لا تجد آذانًا صاغية من قبل المسؤولين.

وفي فسا، نظم موظفو قسم الطوارئ 115 تجمعًا احتجاجيًا، مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية وزيادة أجورهم. واحتج الموظفون على ساعات العمل الطويلة والأجور المنخفضة التي لا تتناسب مع حجم المسؤوليات التي يواجهونها يوميًا في تقديم خدمات الطوارئ، مطالبين بتعويضات مناسبة وشروط عمل أفضل.

وفي آبادان، نظم موظفو مجمع البتروكيماويات إضرابًا وتجمعًا احتجاجيًا أمام مبنى الحاكمية بعد خروجهم من المركز. وتأتي هذه الاحتجاجات إثر إعلان إفلاس المجمع في بداية العام الحالي مع ديون تتجاوز 3200 مليار تومان، ما يضع العاملين في مواجهة مستقبل مالي غامض دون ضمانات لمستحقاتهم.

وفي مشهد، تجمع سائقي سيارات الأجرة المدرسية احتجاجًا أمام مبنى الحاكمية، معبرين عن استيائهم من ظروف العمل السيئة وعدم استجابة المسؤولين لمطالبهم في تحسين الأوضاع المعيشية والعملية. رفع السائقون مطالبهم بضرورة توفير الدعم اللازم لاستمرارية خدماتهم ونقل الطلاب بأمان.

وفي شيراز، دخل إضراب الكوادر الطبية والممرضات يومه السادس، حيث توقفت معظم أقسام المستشفيات بشكل كامل أو جزئي. ويطالب العاملون في قطاع الصحة بتحسين أوضاعهم المالية وتوفير موارد كافية، بينما انضمت مدن داراب وفسا إلى الإضراب في حركة احتجاجية متزايدة.

في قزوين، تجمع العاملون في مختبرات وأقسام الأشعة في مستشفى ولاية قزوين للاحتجاج على ظروف العمل الصعبة ونقص الإمكانيات. وطالب المحتجون بتحسين المعدات الطبية ودعم الكوادر الصحية لتحسين جودة الخدمات الطبية وسلامة المرضى.

تعكس هذه الاحتجاجات المتصاعدة في عدة مدن إيرانية، حجم الاستياء الشعبي من سياسات النظام الاقتصادية والمالية. ويرى النقاد أن النظام، بدلاً من معالجة مشاكل الشعب، ينفق أموالًا طائلة على مغامراته الإقليمية ودعمه للمجموعات المسلحة، في حين يُحرم الشعب الإيراني من أدنى مستويات العدالة المعيشية، ما يجعل الوضع مرشحًا للمزيد من التصعيد.