تقرير أممي: مجاعة وشيكة في قطاع غزة

وكالة أنباء حضرموت

حذرت لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي الجمعة من “احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق” بشمال قطاع غزة، وهو ما قللت منه إسرائيل واعتبرت أن التقرير متحيز. وقالت لجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة مستقلة، في تحذير نادر “هناك حاجة إلى التحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف حدته".

ويأتي هذا التحذير قبل أيام قليلة من انتهاء مهلة حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة وإلا ستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية. وقالت اللجنة "إذا لم يتخذ أصحاب المصلحة النافذون إجراء فاعلا، فسيكون حجم هذه الكارثة الوشيكة على الأرجح أكبر بكثير من أي شيء رأيناه حتى الآن في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023".

ورفضت إسرائيل السبت تحذير الخبراء في مجال الأمن الغذائي العالمي من حدوث مجاعة في أنحاء من شمال قطاع غزة. وقال الجيش في بيان “للأسف، يواصل الباحثون الاعتماد على بيانات جزئية ومتحيزة ومصادر سطحية لها مصالح خاصة". وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه عزز جهود تقديم المساعدات بما شمل فتح معبر إضافي الجمعة.

وأضاف الجيش أن 39 ألف شاحنة تحمل أكثر من 840 ألف طن من المواد الغذائية دخلت غزة خلال الشهرين الماضيين، مشيرا إلى عقد اجتماعات يومية مع الأمم المتحدة التي لديها 700 شاحنة مساعدات تنتظر التسليم والتوزيع. واستنكر بعض المنتقدين أسلوب التجويع في شمال غزة، مما دفع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، لتحديد موعد نهائي ينتهي خلال أيام لتحسين الوضع الإنساني أو مواجهة قيود محتملة على التعاون العسكري.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما بين 75 ألفا و95 ألف شخص لا يزالون في شمال غزة. وأعلنت لجنة مراجعة المجاعة أن بالإمكان “افتراض وجود زيادة سريعة في المجاعة وسوء التغذية والوفيات المفرطة بسبب سوء التغذية والمرض” في شمال غزة.

وأضافت “عتبة المجاعة ربما تم تخطيها بالفعل أو ربما (تحدث) في المستقبل القريب”. وبدأت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق في شمال غزة الشهر الماضي. وقالت الولايات المتحدة إنها تراقب الوضع للتأكد من أن حليفتها، كما يظهر من تصرفاتها على الأرض، لا تنتهج “سياسة تجويع” في الشمال. وتراجع لجنة مراجعة المجاعة النتائج التي توصل إليها مرصد الجوع العالمي وهو معيار معترف به دوليا يعرف باسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

◙ التقرير يفترض وجود زيادة سريعة في المجاعة وسوء التغذية والوفيات المفرطة بسبب سوء التغذية والمرض في غزة

ويعرّف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة بأنها تصبح واقعا حين يعاني 20 في المئة على الأقل من الناس في منطقة ما من نقص شديد في الغذاء، مع معاناة 30 في المئة من الأطفال من سوء التغذية الحاد ووفاة شخصين من كل 10 آلاف يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض. والتصنيف هو مبادرة تشارك فيها وكالات الأمم المتحدة وحكومات ومنظمات إغاثة وتضع معايير عالمية لقياس أزمات الغذاء.

وحذر التصنيف الشهر الماضي من أن قطاع غزة بأكمله معرض لخطر المجاعة، بينما وصف مسؤولون بارزون من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي شمال قطاع غزة بأنه "في حالة كارثية” وأن الجميع هناك "معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والعنف". وجاء في بيانات للأمم المتحدة أن كمية المساعدات التي تدخل غزة هبطت إلى أدنى مستوى في عام. ولطالما اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بعرقلة وتعطيل محاولات توصيل المساعدات، وخاصة إلى شمال غزة.

وقبل أيام، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وأشار في بيان له إلى أنّ أكثر من 90 في المئة من سكان غزة سيواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بحلول نوفمبر. وذكر البيان أنه لم يتم تسليم سوى 5 آلاف طن متري من الغذاء إلى غزة طوال أكتوبر أي ما يعادل 20 في المئة فقط من المساعدات الغذائية الأساسية المطلوبة لـ1.1 مليون شخص.

وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون الشهر الماضي أمام مجلس الأمن إن المشكلة في غزة لا تكمن في نقص المساعدات وإن العام الماضي شهد وصول أكثر من مليون طن من المساعدات. واتهم حماس بالسطو على المساعدات. ودأبت حماس على نفي الاتهامات الإسرائيلية بأنها تسرق المساعدات وتقول إن إسرائيل هي المسؤولة عن النقص.

وقال جان مارتن باور، مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لرويترز الجمعة “المتوسط اليومي لعدد الشاحنات التي تدخل غزة في أواخر أكتوبر بلغ نحو 58 شاحنة يوميا.. كنا نحصل على نحو 200 شاحنة يوميا في سبتمبر وأغسطس، وهذا انخفاض كبير حقا".

ميدانيا، انتحبت أسرة من غزة على أطفال لقوا حتفهم في غارة إسرائيلية بينما كانوا في طريقهم للعب كرة القدم، وسط قصف مكثف قالت السلطات الصحية الفلسطينية إنه قتل 44 شخصا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. واستهدفت الغارة منطقة المواصي الساحلية الجنوبية التي لجأ إليها مئات الآلاف بعد أن أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق كان يقصفها في حربه ضد حماس.

وقال محمد زنون أحد أقارب الأطفال القتلى “كان الولاد الصغار يلعبوا بالمواصي اللي قال عليها اليهود إنها مناطق آمنة لسه شوية هيك قاعدين يلموا في بعض ولابسين كاوتشات رايحين يلعبوا كورة الصاروخ في نصهم مفيش حد فيهم ولا مستهدف ولا مطلوب ولا أي حد في الشارع.. الشارع مخلي بس أطفال، هم الأطفال استشهدوا إمبارح”. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة حصدت أرواح ما يزيد عن 43 ألفا مع تقديرات بوجود 10 آلاف آخرين تحت الأنقاض لم يتم إحصاؤهم.

وقال مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة إن نحو 70 في المئة من قتلى حرب غزة الذين تحققت منهم من النساء والأطفال. من جهتها، رفضت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف، حيث مقر المفوضية، التقرير الذي قالت إنه لا يعبر بدقة عن الحقائق على الأرض. وكانت إسرائيل قد قالت في وقت سابق إن مقاتلي حماس يختبئون بين المدنيين وإنها تستهدفهم عند رصدهم، فيما تنفي حماس هذا الاتهام. وعلى مدى الشهر الماضي، كان شمال غزة محور التركيز الرئيسي للحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع.