د. وليد ناصر الماس

قراءة حول بيان الخارجية السعودية بشأن التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة

وكالة أنباء حضرموت

البيان الصادر عن الخارجية السعودية مؤخرا، لم يشر إطلاقا إلى استعادة الدولة اليمنية أو مواصلة القتال مع الحوثيين، مما يعبر عن تبلور قناعة تامة بالتعايش مع الوجود الحوثي كأمر واقع. 
لم يحدد البيان برنامجا زمنيا لمفاوضات الحل النهائي، مما يعني أننا أمام حرب مفتوحة قد يطول أمدها.
لم يوضح البيان كيف يمكن حل القضية الجنوبية، في إطار مفاوضات الحل النهائي، إلا أنه يعتبرها بالضرورة جزءا من القضايا اليمنية المزمع النظر فيها، والتي كرر الجنوبيون رفضهم المطلق لها.
يطالب البيان بتسليم أهم محافظتين جنوبيتين (حضرموت والمهرة) لقوات درع الوطن التي تدار مباشرة من الرياض، مما يؤكد على رغبة الأخيرة في تعزيز قبضتها على المحافظتين الاستراتيجيتين، وهو ما رُفض ويُرفض من قبل أبناء الجنوب.

الخلاصة: يرفض الجنوبيون التعاطي مع  ما جاء في البيان، وما يمكن أن يسفر عنه من اجراءات أحادية، حيث يجمع أبناء الجنوب على أن الجغرافيا الجنوبية واحدة وغير قابلة للتجزئة، وما التصعيد الجماهيري الأخير في عموم محافظات الجنوب، إلا رسالة واضحة الدلالة للجانب السعودي، لتغيير رؤيته ومنطقه في التعاطي مع جوهر القضية الجنوبية، وعدم اختزالها في مطالب حقوقية.
قد تمارس الرياض بعض الضغوط على الجنوبيين، في محاولة لخلط الأوراق، لكنها لن تستمر طويلا. 
لا نتوقع أي صدام مباشر بين عدن والرياض، بل قد تدفع تلك المتغيرات الرياض لتغيير مواقفها وطبيعة تعاطيها  مع الملف الجنوبي، في ضوء مقاربات تجري دراستها.

مقالات الكاتب