رضوان الدودحي

ثورة 14 أكتوبر: ملحمة التحرر من الاستعمار وبطولة راجح لبوزة الخالدة

وكالة أنباء حضرموت

128 عامًا من الاحتلال البريطاني للشطر الجنوبي من اليمن
الاستعمار هو الاستعمار، مهما حاول البعض تلميعه أو الإشادة بمزاياه.
لم تقم ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة من فراغ، فمنذ عام 1839م ودخول المحتل البريطاني إلى عدن، استطاع أن يفرّق أبناء الجنوب إلى عدة سلطنات ومشيخات صغيرة تحت مبدأ "فرّق تسد".
لقد قسّم الجنوب إلى عشرين سلطنة ومشيخة، أشعل بينها الحروب والنزاعات الداخلية والعصبيات المقيتة.

إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة كانت امتدادًا طبيعيًا لـ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في شمال اليمن.
فلولا ثوار أكتوبر وأبطالها لما كُتب لثورة سبتمبر النجاح في الشمال.
كانت ردفان والضالع ويافع والصبيحة وشبوة وسائر مناطق الجنوب هي الدافع الحقيقي لثوار الشمال، وخاصة أبناء المنطقة الوسطى.
ولا ينكر فضل ثوار أكتوبر، وعلى رأسهم الشهيد ابن ردفان راجح لبوزة، إلا من يجهل التاريخ.

لقد شاءت الأقدار أن تتشرف قمم جبال ردفان بولادة مفجر ثورة الرابع عشر من أكتوبر وصانع تاريخها الخالد الشهيد راجح لبوزة في عام 1917م.
نشأ وتربى يتيمًا في منطقة دبسان بمديرية ردفان، فشرب من مائها معاني الحرية، واستنشق من هوائها العزة والكرامة.
وُلد الشهيد راجح لبوزة من رحم المعاناة واليُتم والظروف المعيشية القاسية، فكسر كل قيود الذل، وانطلق في ريعان شبابه إلى شمال اليمن ليقاتل الاستبداد الإمامي في محافظتي إب والحديدة، إلى جانب أبناء ردفان وثوار اليمن شمالًا، ليكون له ما أراد.

عاد ذيب ردفان باحثًا عن حياة كريمة وحرية في موطنه ومسقط رأسه ردفان، وقاد أول شرارة في مسيرة النضال المسلح.
واستُشهد راجح لبوزة في أولى معارك ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة في جبال ردفان، بينما واصل رفاقه النضال حتى وصلوا إلى عدن بسلاحهم الشخصي، في مواجهة ترسانة عسكرية ضخمة هي الأقوى آنذاك.

لم تكن ثورة الرابع عشر من أكتوبر حدثًا عابرًا في تاريخ اليمن والأمة العربية عمومًا، بل كانت ملحمة بطولية سُطّرت بالدماء في سبيل الحفاظ على الهوية اليمنية الأصيلة الممتدة منذ آلاف السنين.
رحم الله شهداءها الأبرار،
ولابد أن تعود لعدن هيبتها ومكانتها كما كانت من قبل.