عبدالله عمر باوزير
ياراعيات الغنم .. في زمن الإنترنت و بالخير!
ليسمح لي الاشقاء-الاشقاء في التاريخ و الجغرافيا و المصير المشترك كما ندركه و نتمناه أن أقول : الجزيرة العربية متعددة المجتمعات و مختلفة التقاليد.. وبالتالي الثقافات و الفنون.. صحيح أن الجغرافيا و التاريخ يوحدها فضلا عن الإسلام الرسالة و التوحيد ولكن كل هذا لا يسقط التعدد بل يثريه.
︎︎قبل دقائق أرسل لي صديق يحب الحضارم من أيام الدراسة في السبعينيات و هو أول من اعارني بعض كتب الأدب العالمي، ولازلت اذكر مجموعة قصص «سومرست موم» التي ظل لأشهر يطالبني بإعادتها وأنا اتهرب، حتى قررت إيقاف مطالبته بقولي: لقد اممناها.
قال : ماذا تعني ؟.. فقلت انت نسيت أن في نظام «عدن» قانون للمصادرة اسمه قانون التأميم.. وكنت امازحه وارغب في اشعاره أن مالك تلك المجموعة في عدن-فقال : عبدالله أعرف انك تعرف ولذلك تهمني القصص كونها له..هنا أعدت له قصص قرأتها تحت ضوء القمر بسطح منزل عمي في المقيبرة- شرق قصر الحكم.
هذا الصديق .. أثار في وجداني ذكريات وذكريات زمن مختلف-زمن مفع بالحب و الثقافة و التطلعات الكبيرة..رغم أننا لم نبلغ بعد سن الحلم الذي تجاوزته عقولنا بمسافات لا نجدها في جيل الابناء- بإرساله لي مقطع من اغنية «ياراعيات الغنم فوق الجبال» التي كنا نسمعها ونسيناها في ظل الفضاء المفتوح والطرب المفضوح .. ليغنيها يهود اليمن في إسرائيل ومن خلالها وغيرها يؤكدوا لنا اصالة وعمق انتمائهم القومي-العربي اليماني - بالطبع لا التطبيع، في الوقت الذي يفتري بعض أهلنا شرق شمال حضرموت -رغم امتداد جذور الغالبية منهم إلى قبائل حضرمية ببث أغاني حضرمية و يمنية أحدث تحت كلمة من التراث..السؤال لماذا وماذا علينا أن نقول لاشقاءنا في إسرائيل، هل نقول سامحونا فقد ارتكبنا أخطأ؟.. و انه من الطبيعي لا التطبيع ان يكون-التراث واحد في رعاية الغنم ولن تستطع الخرفان تغيير طبيعة-المراعي!.
وفي الختام شكرا أيها الصديق- الأصيل على كل ما اثرته من آلام جميلة اعادتني نصف قرن.. لاتذكر سومرست موم في زمن الإنترنت و عبدالله بالخير!!.