نزار الطرابلسي.. قصة «إرهابي» بين سجون 3 قارات تنتهي ببراءة وتعويض
عادت قضية التونسي نزار الطرابلسي، اللاعب السابق الذي تحوّل اسمه لاحقًا إلى واحد من أكثر الملفات تعقيدًا في القضاء البلجيكي، إلى الواجهة بعد 24 عاما.
جاء ذلك بعد كشف صحيفة «لوسوار» البلجيكية، السبت، أن الدولة البلجيكية باتت مُلزمة بدفع تعويض ضخم له بقيمة 350 ألف يورو.
وبحسب الصحيفة، فإن الطرابلسي أمضى 24 عامًا خلف القضبان منذ اعتقاله عام 2001. واليوم، تجد بروكسل نفسها مضطرة للتعويض بناءً على أحكام عدلية صدرت عن مؤسساتها القضائية ذاتها.
انتهاكات قانونية جسيمة
محامو الطرابلسي—شانتال مورو، تييري مورو، وجوليان هاردي—وضعوا عبر تصريحاتهم إطارًا واضحًا لأسباب هذا المبلغ الكبير.
وقالوا: «الدولة البلجيكية مدينة كثيرًا للسيد طرابلسي، بعد انتهاكها العديد من القرارات القضائية، وتسليمه بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة، حيث احتُجز لأكثر من عشر سنوات في ظروف مروّعة، قبل أن يُبرّأ بالكامل من التهم الموجهة إليه».
قصة تبدأ عام 2001.. ولا تنتهي بسهولة
بدأت القصة في سبتمبر/أيلول 2001 حين اعتُقل الطرابلسي عقب الاشتباه في تخطيطه لهجوم ضد قاعدة «كلاينه بروغل» الجوية البلجيكية.
وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة عشر سنوات. لكن رغم انتهاء محكوميته، لم يُفرج عنه، بل اتخذت السلطات البلجيكية قرارًا مثيرًا للجدل بتسليمه إلى الولايات المتحدة عام 2013—قرار اعتُبر لاحقًا غير قانوني من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
في السجون الأمريكية، وُضع الطرابلسي عشر سنوات إضافية في الحبس الانفرادي كاحتجاز احترازي. ثم جاءت المفاجأة: في يوليو/تموز 2023، برّأته هيئة محلفين فيدرالية من التهم كافة.
مع ذلك، لم تنته مأساة الرجل عند هذا الحد؛ فالسلطات الأمريكية حاولت ترحيله قسرًا إلى تونس، ما دفع القضاء البلجيكي في النهاية لإلزام بروكسل بإعادته.
العودة إلى بلجيكا… ثم الإفراج
عاد نزار الطرابلسي إلى بروكسل في 8 أغسطس/آب الماضي. وهناك تم وضعه أولًا في مركز احتجاز خاص بالمهاجرين المقيمين بطريقة غير قانونية في ميركسبلاس.
لكن جميع محاولات الحكومة الفيدرالية لإبقائه في الاحتجاز انتهت بالفشل بعد سلسلة من الطعون القضائية.
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول، أُفرج عنه نهائيًا، ليبدأ فصلًا جديدًا بعد ما يقارب ربع قرن من السجن والترحيل والتجاذبات القانونية بين بروكسل وواشنطن.