شركة سويدية ناشئة تقترب من تعديل ميزان القوى في أوروبا

وكالة أنباء حضرموت

تقترب شركة سويدية ناشئة من إحداث نقلة نوعية في أنظمة الدفاع الجوي، بعد تطويرها صواريخ صغيرة منخفضة الكلفة مصمَّمة خصيصاً لاعتراض

الطائرات المسيّرة الروسية التي تزداد نشاطاً فوق أجواء أوروبا.

ووفقا لصحيفة "تليغراف"، تعمل شركة نورديك إير ديفنس، التي تتخذ من ستوكهولم مقراً لها، على مشروع يُعرف باسم كروغر 100- نظام اعتراض يستخدم الطاقة الحركية بدلاً من المتفجرات لتدمير الطائرات المسيّرة عبر الاصطدام المباشر بها بسرعة عالية.

ويتميّز هذا النهج بكونه آمناً للاستخدام في المناطق المدنية الحساسة مثل المطارات ومحطات الطاقة والمصانع، التي تشهد تزايداً في حوادث الطائرات المجهولة المصدر، التي يُعتقد أن بعضها روسي.

الصاروخ الجديد يعمل بالكهرباء فقط ولا يحتوي على مواد متفجرة، مما يجعله مناسباً للقوات الأمنية والشرطة في المدن. كما أن تكلفته لا تتجاوز 5 آلاف دولار، أي أقل بعشرات الآلاف من المرات من كلفة استخدام مقاتلات مثل إف-35 لاعتراض طائرة مسيّرة ثمنها بضع مئات من الدولارات فقط.

معضلة الدفاع ضد الطائرات الرخيصة
وشهدت أوروبا في الأشهر الماضية عدداً متزايداً من الاختراقات الجوية فوق الدنمارك والنرويج وألمانيا، أثارت مخاوف من عمليات تجسس أو تشويش روسية تستهدف البنية التحتية الحيوية.

لكن إسقاط طائرات مسيّرة زهيدة الثمن بصواريخ تقليدية تبلغ قيمتها مئات الآلاف من الدولارات يُعد معادلة غير منطقية.

وقد علّق الأمين العام لحلف الناتو مارك روته قائلا: "لا يمكن أن نُسقط طائرة مسيّرة قيمتها ألف دولار بصاروخ قيمته مليون".

ويمكن إطلاق صواريخ كروغر 100 من مدافع يدوية أو منصات أرضية أو مركبات مدرعة، ما يمنحها مرونة ميدانية عالية.

وقد أظهرت مقاطع تجريبية نجاح النظام في اعتراض طائرتين مسيّرتين دون أي انفجار، ما يبرز دقّته وسلامته البيئية.

ويتوقع أن يشكل هذا الابتكار في الحرب الأوكرانية إضافة نوعية للقوات الأوكرانية التي تواجه هجمات متكررة بطائرات روسية صغيرة مسيرة ومحمّلة بالمتفجرات.

صاروخ من طراز كروغر 100
تزامناً مع تزايد التهديدات، يبحث الاتحاد الأوروبي إنشاء ما يُعرف بـ "جدار الطائرات المسيّرة" — شبكة موحدة من أنظمة الدفاع والرادارات تمتد على الحدود الشرقية مع روسيا وبيلاروسيا.

وخلال قمة كوبنهاغن الأخيرة، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "علينا بناء قدرات أوروبية متكاملة لحماية أجوائنا والتصدي لأي اختراق خارجي".

لكن خبراء الأمن يحذرون من أن المشروع باهظ التكلفة ومعقد تقنياً، إذ يتطلب توحيد الأنظمة الدفاعية في عشرات الدول الأعضاء، إضافة إلى توافق سياسي غير مضمون.

وتجري بعض الدول الأوروبية حالياً تجارب على أجهزة تشويش محمولة لإجبار الطائرات المسيّرة على الهبوط، لكنها محدودة المدى وصعبة التشغيل في المناطق المفتوحة.

لذلك، يرى الخبراء أن المستقبل القريب للدفاع الجوي الأوروبي سيتجه نحو حلول ذكية ومنخفضة الكلفة مثل الصواريخ السويدية الحركية، بدلاً من الاعتماد على أنظمة باهظة الثمن صُممت لحقبة مختلفة من الحروب.