ارتفاع أسعار الوقود في العراق يغير قواعد اختيار السيارة المناسبة
في مارس/آذار 2024، أعلنت الحكومة العراقية رفع أسعار البنزين الممتاز والفائق ضمن سياسة جديدة لإعادة هيكلة الدعم الموجه للوقود، بنسبة نحو 30% للبنزين المحسن، وبنسبة 25% لنوعية «السوبر».
هذا التغيير، الذي يُعد من أبرز التحولات في قطاع الطاقة المحلي خلال السنوات الأخيرة، فرض واقعًا جديدًا على سوق السيارات، حيث بات استهلاك الوقود معيارًا أساسيًا عند اتخاذ قرار الشراء، لا يقل أهمية عن السعر والموديل والمواصفات التقنية.
ومع تزايد الاهتمام بعنصر الكفاءة في استهلاك الوقود، بدأت ملامح جديدة تتشكل في توجهات المستهلك العراقي، تواكب التطورات الاقتصادية وتسعى للتكيف مع التكاليف المتغيرة للتشغيل اليومي.
أسعار الوقود الجديدة في العراق
جاءت التسعيرة الجديدة التي بدأ تطبيقها في 1 مايو/أيار 2024 على النحو التالي:
- البنزين المحسن: ارتفع من 650 دينارًا (0.5 دولار) إلى 850 دينارًا للتر (0.65 دولار).
- البنزين الممتاز: ارتفع من 1000 دينار (0.76 دولار) إلى 1250 دينارًا للتر (0.95 دولار).
- البنزين العادي: استقر عند 450 دينارًا للتر (0.34 دولار).
ويأتي هذا التعديل ضمن خطوات الحكومة لتنظيم سوق الوقود، وتشجيع ترشيد الاستهلاك وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع السيارات الخاصة.
كيف يؤثر ارتفاع أسعار الوقود على قرارات شراء السيارات؟
مع هذا التغير في التسعيرة، ظهرت مجموعة من التوجهات الجديدة لدى شريحة واسعة من المقبلين على شراء سيارات جديدة أو مستعملة:
1. أولوية للسيارات الاقتصادية في استهلاك البنزين
بات معدل استهلاك الوقود من أول الأسئلة التي يطرحها المستهلك، خصوصًا لمن يعتمد على السيارة في التنقل اليومي أو المهني. وبرزت طرازات مثل:
- ميتسوبيشي ميراج: تستهلك بين 15 و18 كم لكل لتر.
- كيا ريو – 1368 سي سي: تقطع حتى 16.7 كم لكل لتر.
- هيونداي إلنترا – 1600 سي سي: معدل اقتصادي يراوح بين 14 و15 كم/لتر.
2. ازدياد الاهتمام بالسيارات الهجينة والكهربائية
رغم محدودية توافرها في بعض الأسواق المحلية، إلا أن السيارات الهجينة (Hybrid) ستطرح خيارًا طويل الأمد، مع إمكانية تقليل نفقات الوقود بنسبة تتراوح بين 30% و50% مقارنة بالسيارات التقليدية.
3. تقليل الطلب على السيارات الكبيرة أو مرتفعة الاستهلاك
سيبدأ المستهلكون في تفادي شراء السيارات ذات المحركات الكبيرة (2000 سي سي فأعلى)، أو تلك التي تستهلك أكثر من 10 لترات لكل 100 كيلومتر، نظرًا لتأثير ذلك المباشر على تكلفة التشغيل الشهرية.
خريطة جديدة لسوق السيارات العراقي
من المتوقع أن تستمر هذه التغيرات في التأثير على المشهد العام لسوق السيارات في العراق خلال الفترة المقبلة. فالتوجه نحو السيارات الصغيرة، أو الاقتصادية في استهلاك الوقود، أصبح سمة بارزة في المعارض، حيث يُنظر الآن إلى كفاءة البنزين كعنصر أساسي في تسويق السيارة، إلى جانب المظهر والسعر.
ويُرجّح أن تُسهم هذه التحولات في تشجيع وكلاء السيارات على زيادة استيراد الطرازات الأكثر كفاءة، وتوفير خيارات هجينة أو كهربائية مستقبلًا، مع تزايد وعي المستهلك بالتكلفة التشغيلية طويلة الأمد.
اقتصاد الوقود لم يعد تفصيلًا ثانويًا
أظهر قرار رفع أسعار الوقود في العراق أن استهلاك البنزين لم يعد مجرد رقم في ورقة المواصفات، بل أصبح معيارًا حاسمًا في اتخاذ قرارات الشراء، سواء للأفراد أو الشركات.
وفي ظل هذه المتغيرات، تبدو السيارات ذات الاستهلاك المنخفض، أو الأنظمة الهجينة، الأكثر توافقًا مع المرحلة المقبلة، سواء على صعيد التكلفة أو التكيف مع السياسات الحكومية الجديدة في قطاع الطاقة.