السياحة الأردنية في مهب التوترات الجيوسياسية
تضرر قطاع السياحة في الأردن بشكل مباشر من التوترات الجيوسياسية في المنطقة، حيث تم إلغاء الحجوزات لتصل إلى نسبة 100 بالمائة بالنسبة للسياح القادمين من الخارج، وسط مطالبات للقائمين على القطاع بتشكيل خلية أزمة، وتأجيل القروض والمستحقات المالية.
ويعد القطاع السياحي من أبرز الروافد الاقتصادية للأردن، ويوفر فرص عمل للآلاف من المواطنين في أنحاء المملكة. وقد واجه القطاع في السنوات الأخيرة تحديات كبيرة بدءا بأزمة كورونا فحرب غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، ليزداد الوضع تعقيدا في ظل المواجهة المفتوحة منذ الثالث عشر من يونيو الجاري بين إيران وإسرائيل.
وتعرضت أنحاء من الأردن لسقوط شظايا مقذوفات وطائرات مسيرة كان، آخرها الاثنين، حينما سقطت مسيرة إيرانية تحمل “رأسا متفجرة” بمنطقة أم أذينة في العاصمة عمّان، ما تسبب في إلحاق أضرار في الباحة الخارجية لأحد المطاعم.
وقالت وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب في تصريح سابق إن نسب إلغاء الحجوزات السياحية كبيرة جدا وتراوحت بين 70 في المئة و 100 في المئة، على الحجوزات الفورية للفترة الآنية، مشيرة إلى أن حجم الإلغاءات الكبير متوقع وغير مستغرب بحكم عدم وضوح الأوضاع الراهنة والتصعيد العسكري الإسرائيلي – الإيراني.
وأوضحت الوزيرة الأردنية أن الإلغاءات جاءت على الحجوزات القريبة، أما الحجوزات الممتدة للأسابيع والأشهر المقبلة، لم تتأثر بشكل كبير، لكن الأمر قد يتغير مع استمرار المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية.
ويرى الخبير المختص في القطاع السياحي محمد القاسم، أنه على القطاع السياحي أن يتكيف مع الظروف السياسية الراهنى للحفاظ على ديمومته وهذا يتطلب دعما رسميا لتحقيق ذلك، من خلال “رصد ميزانية حتى لو كانت ملحقة بالموازنة لدعم القطاع الذي يسهم بالناتج المحلي بنسبة كبيرة.”
ولفت القاسم في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أن التوترات مركبة ولا تقتصر على الحرب الإيرانية- الإسرائيلية بل سبقتها وما زالت مستمرة الحرب على غزة.
ودعا الخبير الأردني إلى تشكيل غرفة أزمات لبحث التحديات التي يواجهها القطاع السياحي حاليا على أن تضم المؤسسات الرسمية كافة، لأن القطاع السياحي مشتبك مع مختلف المؤسسات الرسمية.
وقال إنه من واجب غرفة الأزمات التخطيط في ما يتعلق بالواجب عمله في خضم هذه الحرب وما المطلوب عمله عند انتهاء الحرب على المدى المتوسط والبعيد.
التوترات مركبة ولا تقتصر على الحرب الإيرانية- الإسرائيلية بل سبقتها وما زالت مستمرة الحرب على غزة
وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي أنها ستعمل على تشكيل غرفة عمليات خاصة بالقطاع السياحي، تضم مكونات المنظومة السياحية كافة والشركاء من الجهات الرسمية والخاصة، بهدف رفع مستوى التنسيق وتعزيز تكاملية الأدوار بين جميع الأطراف، وضمان استمرارية العمل بكفاءة.
وأكدت الوزارة أن الأردن رغم الظروف الإقليمية المحيطة، لا يزال ينعم بالأمن والاستقرار، ويواصل دوره كمقصد سياحي آمن يرحب بالزوار من مختلف أنحاء العالم.
وقال المختص بالقطاع السياحي الناطق باسم جمعية وكلاء السياحة والسفر، رافع الطاهات إن الخطة البديلة عن السياحة الخارجية للأردن في ظل الظروف الإقليمية الحالية هي السياحة الداخلية والتي يجب تفعيلها وتحفيزها عبر توفير برامج سياحية بأسعار تشجيعية.
ودعا الطاهات لاستثمار فصل الصيف الذي يأتي به المغتربون الأردنيون من الخارج، مؤكدا أنه لا بديل الآن عن السياحة المحلية.
“ولفت الطاهات إلى أن إلغاء الحجوزات من الخارج وصل تقريبا بنسبة 100 في المئة وبالوقت ذاته السياحة الصادرة شبه متوقفة لأنه لا يوجد أحد مستعد للسفر ضمن الأجواء الحالية والتي قد تعرضه للتأخر عند العودة مع إغلاق الأجواء.”
وبشأن المطلوب رسميا لدعم القطاع السياحي في ظل الظروف الحالية قال إنه يجب على الحكومة أن تجد برامج مع الضمان الاجتماعي مثل برامج الاستدامة وأيضا مخاطبة البنك المركزي لمخاطبة البنوك بما يخص جدولة القروض.
وأوضح أن الحرب الإيرانية – الإسرائيلية خلفت أثرا واضحا ومباشرا وأن الحركة السياحية شبه معدومة لذلك يجب التركيز على السياحة المحلية.