قاعدة «العديد».. رمز الشراكة القطرية الأمريكية في مرمى الاستهداف

وكالة أنباء حضرموت

في قلب الصحراء القطرية وعلى بُعد نحو 30 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الدوحة، تتمركز واحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في العالم.

وتعرضت القاعدة اليوم لمحاولة هجوم صاروخي إيراني رداً على ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية.

ولقي الهجوم ادانات واسعة، وقالت قطر إن دفاعاتها الجوية تصدت له.

وتشكل القاعدة، المعروفة أيضاً باسم "مطار أبو نخلة"، العمود الفقري للوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وفقا لموقع "أكسيوس" الأمريكي.

كيف تابع ترامب الهجوم الإيراني على القواعد الأمريكية؟

تمتلك قاعدة العديد واحدة من أطول المدارج في الشرق الأوسط بطول يناهز خمسة كيلومترات، ما يجعلها قادرة على استيعاب مختلف أنواع الطائرات، من المقاتلات النفاثة إلى طائرات النقل العملاقة.

ويضم المرفق العسكري المترامي الأطراف أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، إلى جانب عناصر من القوات الجوية الملكية البريطانية، وبعض الشركاء الغربيين.

في داخل أسوار القاعدة، تنتشر عشرات الطائرات المتطورة مثل إف-16 وإف-22، وطائرات التزود بالوقود الجوي كيه سي-135، إلى جانب طائرات استطلاع ومراقبة متقدمة مثل جيه ستارز، ومخازن ضخمة للأسلحة والذخائر ضمن ما يُعرف باسم "المخزون الحربي الجاهز" (WRM).

تأسست قاعدة العديد أواخر التسعينيات بدعم مباشر من الحكومة القطرية، التي موّلت معظم البنية التحتية للقاعدة في إطار شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة. وقد بدأت القاعدة نشاطها الفعلي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

ومع اندلاع حرب العراق في عام 2003، نُقل مركز القيادة الجوية الأمريكية (CAOC) إلى العديد، ما منحها دورًا محوريًا في قيادة وتنسيق العمليات العسكرية في العراق، وأفغانستان، وسوريا، وغيرها من مناطق النزاع.

لم يقتصر دور القاعدة على الجانب العسكري فقط، بل شهدت تطوراً كبيراً في بنيتها التحتية خلال السنوات الأخيرة. ففي عام 2021، أُطلقت خطة توسعة شاملة بقيمة 1.4 مليار دولار، شملت إنشاء منشآت سكنية، ومرافق تدريبية، ومبانٍ لوجستية وأمنية، ضمن استراتيجية تمتد حتى عام 2040، لضمان استمرار فعالية القاعدة على المدى الطويل.

كما أُعيد افتتاح المدرج الجنوبي في نهاية عام 2023، في خطوة عكست الحرص على تعزيز القدرات التشغيلية للقاعدة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.