مبيعات السيارات الكهربائية تسير عكس الظروف العالمية الضاغطة
أظهرت إحصائيات حديثة نشرت الثلاثاء أن مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة نمت بوتيرة سريعة الشهر الماضي على عكس الظروف العالمية الضاغطة بسبب ارتفاع التكاليف ومشاكل سلاسل التوريد.
وبحسب بيانات شركة رو موشن المتخصصة في معلومات الأسواق زادت المبيعات في مارس الماضي بوقع 29 في المئة على أساس سنوي، مدعومةً بالنمو في الصين وأوروبا.
ولكن اللافت أن نمو عمليات شحن السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية ظلت متأثرة بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه معايير الانبعاثات والشكوك المحيطة بالرسوم الجمركية.
وصرح تشارلز ليستر، مدير بيانات رو موشن، بأن الرسوم الجمركية على واردات السيارات قد تجبر بعض شركات صناعة السيارات الأميركية التي تنتج في المكسيك المجاورة على تعديل أسعارها أو نقل إنتاجها.
في المئة مقدار نمو المبيعات خلال شهر مارس على أساس سنوي، وفق شركة رو موشن
وقال إن “حوالي 39 في المئة من السيارات الكهربائية المباعة في الولايات المتحدة مستوردة، وأن حوالي ربع السيارات الكهربائية المصنعة محليًا تستخدم بطاريات مستوردة.”
وأوضح ليستر أن الرسوم الجمركية المضادة الصينية قد تؤثر على طرازات تسلا المصنعة في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى مضاعفة أسعار موديل أس وموديل إكس المباعين في السوق الصينية قريبا.
ويتماشى الرقم الأخير مع النمو في الأشهر السابقة، مما ساهم في زيادة المبيعات بنسبة 29 في المئة خلال الربع الأول من عام 2025.
وبدأت الولايات المتحدة في تحصيل رسوم بنسبة 25 في المئة على واردات السيارات الأجنبية اعتبارا من الثالث من أبريل الجاري، وهو ما يقول ترامب إنه سيعزز التصنيع والوظائف في الولايات المتحدة.
وحذّر الخبراء من أن الرسوم الجمركية ستُحدث هزة في سلاسل التوريد العالمية، وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض المبيعات في البلاد.
وفي مواجهة الاضطرابات التجارية، وافق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على النظر في تخفيف الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، بهدف تحديد أسعار دنيا لها.
وأظهرت بيانات رو موشن أن المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والسيارات الهجينة القابلة للشحن ارتفعت إلى 1.7 مليون سيارة في مارس.
في المئة من السيارات الكهربائية المباعة في الولايات المتحدة مستوردة
ونمت المبيعات في الصين لوحدها بنسبة 36 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024 لتصل إلى ما يقرب من مليون سيارة. وسجلت أوروبا زيادة بنسبة 24 في المئة على أساس سنوي في تسجيل السيارات، لتصل إلى 0.4 مليون سيارة مباعة.
ووفق ليستر ساهمت أهداف الانبعاثات واللوائح التنظيمية في تعزيز مبيعات السيارات الكهربائية في بعض أسواق السيارات الرئيسية في القارة، على رأسها ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.
وفي الولايات المتحدة وكندا، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 12 في المئة لتصل إلى 0.2 مليون سيارة في مارس. وفي بقية أنحاء العالم، ارتفعت مبيعات مارس بنسبة 13 في المئة.
وقال ليستر إن التخفيف المقترح لأهداف الاتحاد الأوروبي المتعلقة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون لعام 2025 “يمنح بالتأكيد شركات صناعة السيارات في أوروبا بعض الراحة.”
وأضاف “لا تزال الكثير من الاستثمارات، والعديد من إصدارات الطرازات المخطط لها، قائمًا. إنه يساعد شركات صناعة السيارات ماليًا.”
وتتبنى الحكومات في جميع أنحاء العالم سياسات لتشجيع اعتماد السيارات الكهربائية، في حين أن التوترات التجارية وتباطؤ أسواق السيارات قد تُنذر بإغلاق المصانع وفقدان الآلاف من الوظائف.
ومددت الصين دعمها لتداول السيارات حتى عام 2025 كجزء من مخطط موسع لتبادل المستهلكين في يناير، لتجنب تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية مع إنعاش النمو الاقتصادي.