لبنان يتسلم عسكريا خامسا بعد رفض مقايضة التطبيع بترسيم الحدود

وكالة أنباء حضرموت

أعلن الجيش اللبناني الخميس أنه تسلم من الصليب الأحمر الدولي عسكريا، وهو الأسير الخامس، كانت إسرائيل قد احتجزته في التاسع من مارس، مشيرا إلى أنه نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وذلك وسط رفض بيروت لمقايضة الدولة العبرية تحديد الحدود والانسحاب باتفاق تطبيع.

وقال الجيش اللبناني في بيان عبر منصة إكس "تسلم الجيش عبر الصليب الأحمر الدولي العسكري الذي اختطفه العدو الإسرائيلي بتاريخ 9/03/2025". وأضاف أنه "نُقل إلى أحد المستشفيات للمعالجة".

وجاء ذلك بعدما أعلن لبنان الثلاثاء استعادة أربعة لبنانيين احتجزتهم إسرائيل خلال حربها الأخيرة مع حزب الله، وقالت بيروت حينها إنه سيتم إطلاق سراح محتجز خامس في وقت لاحق.

ولعبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دورا حاسما في تسهيل عملية التسليم، حيث قامت بنقل العسكري اللبناني من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني.

وأوضح الجيش اللبناني أن العسكري المحرر أصيب بالرصاص موضحا أنه "تبين أن عناصر من القوات الإسرائيلية المعادية أطلقوا النار عليه أثناء وجوده باللباس المدني في خراج بلدة كفرشوبا" الحدودية ومن ثم نقل إلى إسرائيل.

ويأتي تسليم العسكري اللبناني في إطار التفاهمات المستمرة بين الجانبين، بعد اتفاق تم التوصل إليه للبدء في مفاوضات لحل الخلافات الحدودية بين لبنان وإسرائيل.

وأكد مصدر رسمي لبناني رفض بلاده محاولة إسرائيلية لمقايضة تحديد الحدود البرية والانسحاب من لبنان، باتفاق تطبيع.

وقال المصدر في تصريح صحفي إن هذا الأمر "غير مطروح بالنسبة للبنان"، مشددا على أن مهام اللجنة الخماسية التي تشكلت بعد الحرب الأخيرة، "أمنية وليست سياسية"، وهي "تتلخص بتنفيذ القرار 1701".

وأوضح المصدر أن مهمة اللجنة "محصورة بالإشراف على تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الحدودية الخمس التي لا تزال تحتلها القوات الإسرائيلية، وتحديد النقاط الحدودية الـ13 المتنازع عليها، فضلا عن إطلاق المحتجزين اللبنانيين لدى إسرائيل".

وبدورها، قالت مصادر دبلوماسية إن الخارجية اللبنانية لم تبلغ بأي طرح من هذا القبيل، ولم يفاتحها أي مسؤول دولي حتى الآن بطرح مشابه.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أورد في بيان أن الإفراج عن المحتجزين اللبنانيين الخمسة "بادرة حسن نية حيال الرئيس اللبناني الجديد" جوزيف عون.

وأضاف أن القرار جاء بعد انعقاد اجتماع الثلاثاء في بلدة الناقورة الحدودية اللبنانية ضم ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان.

وفي مقابلة مع قناة "الجديد" اللبنانية، قالت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الخاص الأميركي للشرق الأوسط، إن الأسرى اللبنانيين الخمسة هم مدنيون وعسكريون.

ويسري منذ 27 نوفمبر، وقف إطلاق النار بموجب اتفاق أُبرم برعاية أميركية فرنسية، أنهى أكثر من عام من المواجهة بين حزب الله وإسرائيل.

وبالرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، استمرت إسرائيل في تنفيذ ضربات داخل الأراضي اللبنانية، معلنة أنها تهدف إلى منع حزب الله من التعافي وإعادة تسليح نفسه أو إعادة تموضع قواته في الجنوب.

وتتطلب الهدنة من حزب الله التراجع إلى شمال نهر الليطاني، على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

ورغم انتهاء مهلة سحب إسرائيل قواتها، في 18 فبراير الماضي، من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فإنها أبقت وجودها في خمس نقاط استراتيجية بجنوب لبنان على امتداد الحدود، مما يخولها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد "من عدم وجود تهديد فوري"، كما تقول.