أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في مخيم زمزم بالسودان بسبب العنف
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الاثنين أنها اضطرت إلى تعليق أنشطتها في مخيم زمزم للنازحين المنكوب بالمجاعة في شمال دارفور بالسودان بسبب تصاعد الهجمات والقتال داخله وحوله، فيما يواصل الجيش تقدمه العسكري غير مكترث بتداعيات ذلك على وضع المدنيين العزل.
وقالت المنظمة في بيان "رغم المجاعة المنتشرة والاحتياجات الإنسانية الهائلة، ليس لدينا خيار سوى اتخاذ قرار بتعليق جميع أنشطتنا في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني التابع لمنظمة أطباء بلا حدود".
وتشهد منطقة شمال دارفور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يعرض حياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني للخطر.
ويزداد القصف حول مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور وفرض الحصار على المنطقة.
وأعربت المنظمة عن قلقها العميق إزاء سلامة موظفيها ومئات الآلاف من النازحين في مخيم زمزم.
وقالت إن فرق أطباء بلا حدود عالجت هذا الشهر 139 مريضا مصابين بطلقات نارية وشظايا في مستشفاها الميداني، وسط اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
ويواجه النازحون في مخيم زمزم أوضاعا كارثية في ظل استمرار القصف ونقص الغذاء.
وسيؤدي وقف نشاطات أطباء بلا حدود إلى حرمان آلاف النازحين من الرعاية الصحية الأساسية، خاصة الأطفال والنساء.
وقد اضطرت المنظمة إلى تقليص خدماتها في مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور وحذرت من وفاة آلاف الأطفال حال عدم وصول الإمدادات.
وأفادت بأن المنظمة اضطرت إلى تعليق علاج 2.700 طفل يعانون من أشكال أقل حدة من سوء التغذية، علاوة على وقف الاستشارات المقدمة للبالغين والأطفال فوق سن الخامسة والتي تصل إلى آلاف الاستشارات كل شهر.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين في دارفور وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة، كما دعت أطراف النزاع إلى احترام المنشآت الصحية والعاملين.
ويعد مخيم زمزم الذي يقع على بعد 12 كيلو مترا من مدينة الفاشر واحدًا من أكبر مخيمات النازحين في دارفور، ويؤوي مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الصراع.
وتعاني دارفور من أزمة إنسانية حادة بسبب الصراع الدائر، حيث يواجه ملايين الأشخاص خطر المجاعة والأمراض.
والأسبوع الماضي ناشدت الأمم المتحدة الاثنين تأمين 6 مليارات دولار لتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في السودان جراء الحرب.
وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
ورغم هذه المعاناة يواصل الجيش السوداني القتال، وقد أعلن الاثنين، سيطرته على جسر "سوبا" الاستراتيجي على نهر النيل الأزرق أقصى جنوب العاصمة الخرطوم.
وأفاد الجيش في بيان بأن "قوات الجيش ودرع السودان سيطرت على جسر سوبا وعلى منطقة سوبا شرق أقصى جنوبي الخرطوم".
وأضاف "تم دحر المتمردين (الدعم السريع) في سوبا شرق وجسر سوبا وطردهم من الأعيان المدنية بالمنطقة".
ولم تعلق قوات الدعم السريع فورا على بيان الجيش السوداني.
وبث الجيش عبر فيسبوك مقاطع فيديو لقائد قوات الجيش في سوبا اللواء الركن ياسر الصديق، وهو يقول وسط قواته "بحمد لله تحقق نصر للقوات المسلحة والقوات المشاركة في جسر سوبا ومنطقة سوبا شرق".
وتحد السيطرة على جسر سوبا من تحركات قوات الدعم السريع الموجودة في منطقة شرق النيل، والتي لم يتبق لها غير جسر واحد "جسر المنشية" على النيل الأزرق والرابط بين شرق النيل وأحياء مدينة الخرطوم الشرقية.
كما تسيطر الدعم السريع على جسر "سد جبل أولياء" الرابط بين مدينة الخرطوم وأم درمان على النيل الأبيض، بينما يسيطر الجيش السوداني على الثمانية جسور الأخرى التي تربط بين مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان.
وفي الأثناء، تتقدم قوات الجيش غرب نهر النيل الأزرق باتجاه منطقة الباقير التي تعد مدخل الخرطوم من ناحية ولاية الجزيرة بهدف الوصول إلى منطقة "سوبا الحلة" الواقعة غرب منطقة سوبا شرق.
ويأتي هذا التطور مع تقدم الجيش في عدة محاور بمدينة الخرطوم ومنطقة شرق النيل بمدينة بحري التي تعد معقل رئيسي لقوات الدعم السريع بالمدينة.
والأحد استعاد الجيش السيطرة على مدينة القطينة جنوب الخرطوم، وتقدم باتجاه منطقة جبل أولياء التي تعد مدخل الخرطوم من الناحية الجنوبية الغربية والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ووسط الخرطوم يواصل الجيش تقدمه نحو وسط المدينة ومحاصرة القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، وتمكنت قواته من السيطرة على "موقف جاكسون" وهو محطة المواصلات الرئيسية بالمدينة.
بينما تتواجد قوات الجيش في الجهة الغربية من وسط الخرطوم بعد سيطرتها على منطقة المقرن والمؤسسات الحكومية الواقعة غرب وسط المدينة، وكذلك شرق وسط المدينة في مقر قيادة الجيش والمناطق المحيطة بها.
وتسيطر كذلك قوات الجيش على جسر النيل الأزرق المؤدي إلى وسط الخرطوم من الناحية الشمالية.
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.