خط صحار - البريمي - أبوظبي شريان اقتصادي يعزز التكامل الخليجي

وكالة أنباء حضرموت

يبدي المسؤولون المحليون في محافظة البريمي العمانية حماسا كبيرا لمشروع خط القطار صحار – البريمي – أبوظبي، الذي انطلقت الخطوات العملية الأولى لإنجاز السكة الحديدية الخاصة به قبل حوالي شهر، حيث يعد هذا المشروع خطوة إستراتيجية لتطوير البنية التحتية وتعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة.

وباعتبار البريمي البوابة السياحية لعمان، حيث تمثل نقطة وصل هامة بين سلطنة عمان والإمارات، تسهم الطريق الجديدة بين صحار، البريمي وأبوظبي في تسهيل الوصول إلى هذه المحافظة الغنية بالمعالم الطبيعية والثقافية حيث تعكف السلطات المحلية على إنجاز جملة من المشاريع التي تندرج ضمن رؤية عمان 2050، لتعزيز البعد السياحي بها.

وقال رئيس قسم الإعلام بمكتب محافظ البريمي أنور بن زاهد الغريبي لـ“العرب” إن “مشروع خط القطار الرابط بين صحار وأبوظبي مرورا بالبريمي، هو مشروع اقتصادي اجتماعي يسهل نقل البضائع من عمان إلى الإمارات، حيث سيسهل تنقل المواطنين بين الدولتين وسيختصر وقتا كبيرا عليهم حيث يمكن للمسافر من البريمي الوصول إلى أبوظبي خلال ساعة أو أكثر قليلا.”

وبدوره قال رئيس الغرفة التجارية بالبريمي زاهر بن محمد الكعبي إن “بدء العمل على المشروع سيرفع التبادل التجاري ونقل الأفراد بين البلدين الشقيقين وسيعزز الربط بين دول مجلس التعاون الخليجي.”

وأضاف لـ“العرب” أن “الخط يشكل نقلة نوعية في القطاع اللوجستي، حيث يعزز القطاعات الصناعية والأنشطة الاقتصادية من خلال توفير فرص استثمارية وتجارية واعدة للقطاع الخاص، مما يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وتعزيز النمو المستدام.”

وكانت شركة قطارات عُمان وشركة الاتحاد للقطارات الإماراتية، قد وقعتا في سبتمبر الماضي اتفاقية لتأسيس شركة عمان والاتحاد للقطارات المملوكة بالمناصفة بين الجانبين بهدف تصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، باستثمارات إجمالية للمشروع بقيمة بلغت نحو 1.16 مليار ريال (3 مليارات دولار).

وتشهد البريمي خلال السنوات الأخيرة تنفيذ عدة مشاريع تنموية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتنمية القطاع السياحي والاقتصادي في المحافظة.

وأكد رئيس قسم الإعلام بمكتب محافظ البريمي أن عدد المشاريع التنموية التي تم الانطلاق بها منذ العام 2021 يبلغ 58 مشروعا موزعة على الولايات الثلاث للمحافظة منها ما هو مكتمل ومنها ما هو قيد التنفيذ. وأوضح أن ما يميز هذه المشاريع أنها “تلامس جميع احتياجات المجتمع وتركز على توفير فرص عمل لأبناء المحافظة وتوفير العائدات.”

مشروع داون تاون

ومن أبرز المشاريع مشروع واحة البريمي الذي يهدف إلى إنشاء واجهة اقتصادية وسياحية حديثة تحدث تحولا في مركز المحافظة، مما يجذب الاستثمارات ويعزز النشاط التجاري والسياحي، ومشروع البحيرة الاصطناعية الذي يشمل إنشاء منطقة ترفيهية متكاملة مع ملاه مائية ومرافق سياحية مثل مقهى عائم وبيوت ضيافة لتوفير بيئة جاذبة للزوار والسكان أيضا.

كما تشمل المشاريع البنية الأساسية والحدائق مثل تطوير الطرق وبناء السدود وتحديث وتطوير الحدائق في التجمعات السكنية وإنشاء ملاعب للأطفال ورصف الطرق الداخلية وغيرها.

وتندرج هذه المشاريع في إطار رؤية عمان 2040 لتطوير الاقتصاد الوطني، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وهو ما سيساهم في وضع البريمي على خارطة الوجهات السياحية المتميزة في السلطنة.

وتركز المحافظة على جذب المستثمرين، حيث تركز مدينة البريمي الصناعية التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن) على تقديم حزمة من الحوافز والتسهيلات لجذب المستثمرين وتعزيز البيئة الاستثمارية في المحافظة، من بينها إعفاءات وتخفيضات في القيمة الإيجارية وتخفيض الرسوم إلى 50 في المئة للمشاريع الجديدة.

وبالإضافة إلى ذلك تعتمد مدائن على عدة محاور أساسية لتعزيز الاستثمارات الأجنبية منها تقديم استثناءات مالية وتسهيلات ضريبية وتطوير شراكات إستراتيجية مع مستثمرين دوليين والترويج للمدينة في الفعاليات والمعارض الدولية.

واستعرض الكعبي المميزات الإستراتيجية للبريمي التي تجعلها مدينة جاذبة للمستثمرين، حيث أكد أن المحافظة لها خصوصية من حيث أنها البوابة الشمالية للسلطنة وترتبط عن طريق البر بالإمارات والسعودية.

ولفت إلى أن أي مصنع في البريمي حتى لو كان مصنع تجميع وليس إنتاج يعتبر مصنعا عمانيا ويمكنه التصدير لجميع دول التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول العربية الأخرى دون دفع ضرائب.

وأضاف الكعبي أن “من بين الامتيازات الأخرى أنه بإمكان المستثمرين استيراد المعدات اللازمة لمشاريع دون دفع ضرائب كما تعفي السلطنة الشركات من الضرائب حتى خمس سنوات أي بعد بدء جني الأرباح تقريبا، كما تقدم أراضي بأسعار رمزية تتراوح بين دولار ونصف ودولارين للمتر المربع الواحد.”