«مسيرات العودة» في مواجهة الجيش الإسرائيلي
للأسبوع الثاني على التوالي، يسود توتر عدة بلدات في جنوب لبنان، إثر مواجهات بين الجيش الإسرائيلي ولبنانيين عائدين إلى ديارهم.
ونظم لبنانيون الأحد، مسيرة إلى بلدات في الجنوب، ما زالت تنتشر فيها قوات الجيش الإسرائيلي، ضمن ما بات يُعرف بـ "مسيرات العودة".
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، أن كل الطرقات من واديي الحجير والسلوقي، فُتحت أمام "مسيرات العودة"، وسط توافد المواطنين نحو المدخل الغربي لبلدتي ميس الجبل وحولا مطالبين بالدخول إليهما برفقة الجيش اللبناني.
حشود وإطلاق نار
كما توافد أهالي بلدة كفركلا نحو الممر الفاصل بينها وبين ديرميماس في محاولة لدخولها.
وأوضحت الوكالة اللبنانية، أن الجيش الإسرائيلي انسحب من عيترون إلى أطرافها، ودخلها الجيش اللبناني ثم الأهالي، الذين وصلوا إلى مختلف أحياء البلدة، التي فتحت جرافات الجيش اللبناني، طرقاتها.
وأكدت الوكالة اللبنانية، أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار صوب الأهالي المحتشدين قرب يارون لمنعهم من دخولها، وألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية نحوهم.
وأضافت أن المسيرات وصلت إلى "مارون الراس" وافترش الأهالي الأرض قرب تمركزات الجيش اللبناني، في مواجهة الجيش الإسرائيلي، الذي أطلق النار في الهواء، لمنع العائدين من التقدم.
وتجمع عدد من أهالي بلدة العديسة عند مدخلها، وأطلق الجيش الإسرائيلي النار صوبهم.
إعادة انتشار
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن عن إعادة انتشاره مؤخرا في مواقع مختلفة من جنوب لبنان، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح أن الهدف من ذلك هو تمكين الجيش اللبناني من الانتشار التدريجي في المنطقة، والعمل على تفكيك وإبعاد عناصر حزب الله وبنيته التحتية عن الجنوب.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن الاتفاق تم تمديده (حتى 18 فبراير/شباط الجاري)، وأن قواته لا تزال منتشرة ميدانيا، حيث يتم تنفيذ عملية إعادة الانتشار بشكل تدريجي.
ولفت إلى أن تأجيل الانسحاب في بعض القطاعات جاء "لضمان عدم تمكين حزب الله من إعادة ترسيخ وجوده العسكري في المنطقة".
واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله "بوضع مصالحه الخاصة فوق مصالح الدولة اللبنانية"، لافتا إلى أنه سيتم إعلام السكان بالمناطق التي يمكنهم العودة إليها في الوقت المناسب، وطالبهم "بالانتظار وعدم السماح لحزب الله باستغلالهم".
وكان البيت الأبيض أعلن تمديد وقف إطلاق النار في لبنان حتى 18 فبراير/شباط الجاري، بعد أن كانت مدة الستين يوما قد انتهت يوم الأحد الماضي، الذي شهد عودة حشود ضخمة من سكان بلدات جنوب لبنان، أطلق الجيش الإسرائيلي النار صوبهم، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 لبنانيا.