الأنظار تتجه إلى حزب الله بعد قرار إسرائيل تأجيل الانسحاب من جنوب لبنان

وكالة أنباء حضرموت

 يثير قرار الحكومة الإسرائيلية تمديد بقاء قواتها في جنوب لبنان إلى ما بعد مهلة الستين يوما، التي ستنتهي الأحد، مخاوف اللبنانيين من انهيار الاتفاق “الهش” لوقف إطلاق النار.

وتتجه الأنظار إلى ما سيكون عليه موقف حزب الله. ويرى مراقبون أن قرار الحكومة الإسرائيلية نابع من ثقتها بالدعم الأميركي بعد تولي “الصديق الوفي” دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض، كما أن إسرائيل تدرك أن الحزب الموالي لإيران في حالة من الضعف تجعله عاجزا عن الرد.

وبموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، يجب إخلاء المناطق جنوب نهر الليطاني من أسلحة حزب الله ومقاتليه، ويجب أيضا انسحاب القوات الإسرائيلية مع انتشار الجيش اللبناني في المنطقة في غضون إطار زمني مدته 60 يوما من المقرر أن ينتهي الأحد في الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش).

وأوقف الاتفاق، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، قتالا استمر لأكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران. وبلغ القتال ذروته بتوسيع إسرائيل نطاق عمليتها العسكرية في سبتمبر الماضي ما أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص في لبنان وإضعاف حزب الله كثيرا.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي “تعتمد على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتطبيق الاتفاق بشكل كامل وفعال، مع انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني.”

وأضاف البيان “لأن اتفاق وقف إطلاق النار لم يتم تنفيذه بالكامل من الدولة اللبنانية، فإن عملية الانسحاب التدريجي ستستمر بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة.” وأردف البيان “إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستصر على التنفيذ الكامل لهدف القتال في الشمال؛ العودة الآمنة للسكان (المستوطنين) إلى منازلهم (في المستوطنات المحاذية لحدود لبنان).”

◙ قرار الحكومة الإسرائيلية نابع من ثقتها بالدعم الأميركي بعد تولي دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض

وكانت هيئة البث العبرية قالت في وقت سابق إن “المستوى السياسي (الحكومة) أوعز إلى الجيش بعدم الانسحاب من المنطقة الشرقية في الحدود مع لبنان.” وأضافت الهيئة “في الطرف الغربي بدأ الجيش الإسرائيلي إعادة انتشاره وفقاً للاتفاق الذي تم توقيعه مع الحكومة اللبنانية.”

وتابعت “الرسالة التي تم نقلها إلى كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي من المستوى السياسي هي أن إسرائيل تجري محادثات مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة للحصول على وقت إضافي قبل الانسحاب الكامل من لبنان، وهي مدة زمنية تتراوح بين أيام وأسابيع.”

وحذر الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الماضية سكان عشرات القرى في جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم، دون إجراء تحديث على هذا التحذير. وكان حزب الله قد قال الخميس إن أي تأخير في انسحاب إسرائيل سيكون غير مقبول، في رد آنذاك على تلميحات إسرائيلية بشأن البقاء.

وأضاف حزب الله في بيان أن “أي تجاوز لمهلة الستين يوما يعتبر تجاوزا فاضحا للاتفاق وإمعانا في التعدي على السيادة ‏اللبنانية ودخول الاحتلال فصلا جديدا يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل ‏والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن ‏الاحتلال.”

وقالت إسرائيل من قبل إن حملتها على حزب الله تهدف إلى تأمين عودة عشرات الآلاف إلى شمال إسرائيل بعد أن فروا بسبب نيران صواريخ حزب الله. ووجهت إسرائيل لحزب الله ضربات موجعة خلال الحملة، إذ قتلت أمينها العام حسن نصرالله والآلاف من مقاتلي الجماعة ودمرت جزءا كبيرا من ترسانتها.

وتعرضت الجماعة لإضعاف إضافي في ديسمبر الماضي حيث أُطيح بنظام حليفها السوري بشار الأسد ما أدى إلى قطع طريق إمداداتها البرية من إيران. وحذر قاسم هاشم، عضو كتلة التنمية والتحرير التابعة لحركة أمل حليفة حزب الله، من أن الأمور ستكون “مفتوحة على مصراعيها” إذا لم ينسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار.

وشدد هاشم على أنه “ليس هناك أي مبرر لبقاء العدو في أراضي لبنان، وهذا سيعتبر احتلالا من قبل الجهات الرسمية والشعبية، وهذا الأمر قد يزعزع الأمن والاستقرار في لبنان وكل المنطقة.” كما حذر النائب اللبناني من العواقب “إذا لم يكن هناك حزم وحسم مع هذا الموقف الإسرائيلي الذي أعلن عنه (الجمعة).”