الضفة الغربية.. «صداع» أمني في رأس نتنياهو
أعادت عملية إطلاق النار على حافلة وسيارات إسرائيلية قرب مستوطنة "كدوميم" الضفة الغربية إلى طاولة البحث الأمني الإسرائيلي من جديد.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية" إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أجرى مساء اليوم الإثنين، تقييما للوضع في الضفة الغربية، بمشاركة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي ومدير جهاز الأمن العام والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء ومسؤولين أمنيين آخرين".
3 قتلى في إطلاق نار على أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية
وأضاف البيان أنه: "صادق رئيس الوزراء على العمليات للقبض على الإرهابيين وتقديمهم للعدالة، فضلا عن سلسلة من العمليات الهجومية والدفاعية الإضافية في الضفة الغربية" دون مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق من صباح اليوم قتل 3 إسرائيليين وأصيب 8، أحدهم إصابته خطيرة، في عملية إطلاق نار من سيارة على سيارات وحافلة قرب مستوطنة "كدوميم" قبل أن يفر المنفذون، يعتقد أن عددهم 3، من المكان.
وفي وقت لاحق من مساء اليوم أفيد عن إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مركبة بالقرب من مستوطنة "ارئيل"، قرب نابلس، للاشتباه بوجود مسلحين فلسطينيين فيها.
وأشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أنه لم تقع إصابات في الجانبين.
وبرزت دعوات في إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية في شمالي الضفة الغربية.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إنه " الهجوم المميت بالقرب من كدوميم صباح اليوم الاثنين قد يجبر إسرائيل أخيرًا على التدخل في شمال السامرة (شمال الضفة الغربية)، وهي المنطقة التي كانت تغلي بشكل خطير منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وأضافت أنه "في حين هيمنت غزة ولبنان وسوريا على عناوين الأخبار والموارد العسكرية، فقد تم تخفيض هذه المنطقة الحيوية إلى مرتبة ثانوية - وهو حساب استراتيجي يصعب تبريره بشكل متزايد".
وتابعت: "إن إطلاق النار المدمر، الأكثر دموية منذ هجوم عيد الفصح 2023 يكشف عن أوجه القصور في هذا النهج، وعلى الرغم من العمليات العديدة على مستوى اللواء في مناطق ساخنة مثل جنين وطولكرم ونابلس فإن الوضع الأمني يستمر في التدهور".
وأردفت: "إن الطريق الحالي يفرض على المركبات الإسرائيلية أن تبطئ سرعتها بشكل ملحوظ عبر قرية فندق (قرية فلسطينية جرت عندها عملية إطلاق النار)، الأمر الذي يخلق الظروف المثالية لمثل هذا الكمين الذي شهدناه هذا الصباح".
وبحسب المصدر ذاته، فقد حذر مسؤولون أمنيون من أن شمال السامرة (شمال الضفة الغربية) على وشك تصعيد كبير. ولم يعد رؤساء المجالس المحلية يبالغون في الكلام، ويطالبون بعملية عسكرية كاملة في المنطقة. ومع كل هجوم يمر، تدق الساعة بصوت أعلى فيما يتصل باستراتيجية الاحتواء الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه "لم يعد السؤال الآن هو ما إذا كانت العملية الكبرى ستكون ضرورية، بل متى ــ وبأي ثمن قد يؤدي إلى المزيد من التأخير".
وقال رئيس مجلس المستوطنات في شمالي الضفة الغربية، يوسي داغان، بعد الهجوم: "نطالبكم بإغلاق جميع الحواجز الآن.. لو كانت الحواجز الأمنية قد أغلقت وتم فحص كل من يدخل ويخرج من نابلس، فربما لما وقع هذا الهجوم".
وأضاف داغان: "نطالب الحكومة والقيادة العليا في الجيش الإسرائيلي بالخروج من التفاهمات مع السلطة الفلسطينية (..) دماء إخواننا هنا على الطريق تصرخ ويمكن منع هذه الهجمات. نحن نطالب بالأمن".
دعوات للانتقام
ووجه مستوطنون إسرائيليون دعوات للانتقام في قرى ومدن شمال الضفة الغربية مساء اليوم.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه "يستعد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) لاحتمال قيام مستوطنين بمحاولة تنفيذ أعمال انتقامية ردا على هجوم إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين في الضفة الغربية اليوم الإثنين، ونشر قوات لتأمين المناطق الحساسة".