المؤرخ أديب مخزوم يعرض ما أهمله التاريخ عن الموسيقار محمد عبدالوهاب

وكالة أنباء حضرموت

 استضاف المركز الثقافي العربي في كفرسوسة بدمشق فعالية ثقافية بعنوان “ما أهمله التاريخ الفني عن عبدالوهاب”، التي تضمنت معرضا لوثائق وصور نادرة للموسيقار محمد عبدالوهاب وندوة حوارية حول موسيقاه وأهم أعماله الفنية، من تنظيم وإشراف الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي أديب مخزوم.

وشارك في الندوة الباحث والمؤرخ التاريخي الدكتور علي القيم والباحث الموسيقي أحمد بوبس كما شاركت العازفة شهد جمول على آلة العود. وبيَّن مخزوم أنه يملك أكبر أرشيف لنجوم عصر الغناء الذهبي وفي مقدمتهم محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم، موضحا أن المعرض المخصص لعبدالوهاب يتضمن أكثر من 300 صورة أصلية عن الفنان الراحل.

وأشار إلى أنه عرض أيضا كتبا لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عمرها أكثر من 80 سنة إضافة إلى وثائق والآلاف من المقالات التي قام بتجميعها. وبين مخزوم أن المعرض يحمل رسالة فنية ويأتي إيمانا برسالته في صون الموسيقى العربية والتراث الفني والتذكير به وتعريف الجيل الجديد بالموسيقى العربية.

وبيَّنت رئيسة المركز الثقافي همسة عليوي أن الغاية من هذه الندوة الفنية والمعرض هي التركيز على هذه القامة الفنية وإرثها الذي يعبر عن العبقرية باللحن والكلمة، ولنكرس من خلال هذه الفعاليات قيمة الانتماء إلى هويتنا وإلى إرثنا الفني الأصيل. وأوضحت أن دور المراكز الثقافية هو التركيز على عمالقة الفن والدعوة إلى العودة إلى الزمن الجميل في ظل ما نشهده من ترد فني.

وأديب مخزوم هو فنان تشكيلي وناقد ومؤرخ، من مواليد العام 1962، ومنحته سنوات تجربته الطويلة فرصة التعرف على أشهر الفنانين العرب، ومن ثمة اقتناء ممتلكات خاصة بهم أو تتعلق بمسيراتهم الفنية، أصبحت بمرور الزمن وثائق نادرة شاهدة على جزء مهم من تاريخ الفن العربي.

لمخزوم اهتمامات واسعة في الفن الموسيقي والتسجيلات النادرة، فهو يمتلك مجموعة كبيرة من الأسطوانات القديمة لكل موسيقى الشعوب، والأغلفة والصور التاريخية، وحاور بعض كبار رموز الموسيقى والغناء العربي من ضمنهم وديع الصافي وصباح فخري وغيرهما.

شارك في البرنامج الذي أعده التلفزيون السوري خلال عام 2015، عن مشوار حياة وفن فريد الأطرش، بمناسبة إعلان منظمة اليونسكو الدولية عام 2015 سنة الموسيقار المؤسس فريد الأطرش.

والمعرض المخصص لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ليس أول معارض مخزوم المخصص لاسترجاع سير أشهر الموسيقيين العرب، إذ سبق أن أقام في نهاية عام 2014 معرض صور نادرة للموسيقار الخالد فريد الأطرش، في دار الأوبرا في دمشق بمناسبة إعلان منظمة اليونسكو الدولية عام 2015 سنة الموسيقار المؤسس فريد الأطرش.

وقدم معرض “ما أهمله التاريخ عن عبدالوهاب”، صورا أصلية نادرة تتبعت مسيرة الموسيقار من أيام طفولته حتى أواخر حياته، وهو الذي ولد في العام 1910 وتوفي عام 1991، كما تضمن المجلات التي تصدرت صور عبدالوهاب أغلفتها وكتبه النادرة، ومئات المقالات التي نشرت عنه بأقلام كبار النقاد والكتاب والإعلاميين العرب، إضافة إلى عرض لوحة قديمة رسمها مخزوم للموسيقار الراحل منذ أكثر من 40 عاما، والصور المكبرة، والتي يبلغ عددها أكثر من 300 صورة، وكلها يؤكد المؤرخ السوري أنها مأخودة من أرشيفه الورقي بدليل أن عرض الصور الأصلية مصحوبة بالصور المكبرة.

وعن أهمية الأرشيف الورقي قال مخزوم في تصريحات خلال المعرض، إن “للأرشيف الورقي قيمته وندرته ونكهته الخاصة، وهو الأكثر قدرة على المقاومة والبقاء، بخلاف الأرشيف الإلكتروني الذي بات في متناول كل الناس من مختلف الشرائح، والمُعرض للغياب والمسح الكلي، بسبب الفايروسات والأعطال التي قد تصيب الكمبيوتر”.

ولفت مخزوم إلى أن “أصحاب هواية الأرشفة الورقية، وهم قلائل وشبه نادرين، يعودون إلى المطبوعات القديمة، وينقبون عن الموضوعات والصور النادرة، وتصبح مكاتبهم أو منازلهم وكأنها متاحف، وبذلك ينقذونها من الضياع ويعرفون الأجيال الجديدة، على كل ما هو نفيس ونادر في تراثنا الفكري والثقافي والإنساني”.

يذكر أن محمد عبدالوهاب لقب بعدة ألقاب فنية منها موسيقار الأجيال والنهر الخالد، عمل كملحن ومؤلف موسيقي وممثل سينمائي، وبدأ حياته الفنية مطربا بفرقة فوزي الجزايرلي عام 1917. وفي عام 1920 درس آلة العود بمعهد الموسيقى العربية، بعدها بدأ العمل في السينما عام 1933، وفي الإذاعة عام 1934، وارتبط اسمه بأمير الشعراء أحمد شوقي بعد أن وضع ألحانا للعديد من قصائده غنى معظمها بصوته، تعاون معه العديد من المطربين المصريين والعرب منهم فيروز وأم كلثوم وليلى مراد وعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وصباح ورجاء عبده وطلال مداح وأسمهان.