البراغماتية في مسار المجلس الانتقالي الجنوبي: تحديات الاستقلال ورؤية المستقبل

وكالة أنباء حضرموت

أكد علي أحمد الجفري، نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، أن النهج البراغماتي الذي يتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي هو السبيل لتحقيق استقلال الجنوب، رغم التحديات الراهنة على الأصعدة الداخلية والخارجية. وأشار إلى أنه مع مرور الوقت ستتضح الحقائق التي حاول البعض تشويهها، وستنكشف الفظائع التي ارتكبت بحق المجلس ورجاله المخلصين. وفي هذا السياق، لفت الجفري إلى دور الإعلام المعادي الذي يسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي الجنوبي، موضحاً أن ما ينقله لا يمثل سوى 5% من الحقيقة، فيما يبقى الجزء الأكبر منها مجهولاً بالنسبة للشعب.

وأضاف الجفري أن لغة القوة التي فرضت نفسها على الجنوب لعقود طويلة جعلت من التكافؤ في القوة السبيل الوحيد لتغيير هذا الواقع. ومع ذلك، شدد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يظل منفتحاً على الأطروحات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، بما يتماشى مع حقوق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره.

وفي إشارة إلى إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي للإدارة الذاتية، أوضح الجفري أن هذه الخطوة كانت محاولة لتصحيح المسار الذي لم ينجح اتفاق الرياض في تحقيقه. إلا أن الحكومة الشرعية ردّت على هذه الخطوة بالعودة إلى أساليب النظام الوحدوي السابق من قمع وتهديد باستخدام القوة العسكرية. وأكد أن المجلس اليوم يمتلك القوة اللازمة، ما يعني أن الأمور لم تعد كما كانت، وأن مسار التفاهم عبر اتفاق الرياض لم يتحقق على أرض الواقع.

وتابع الجفري بأن البراغماتية التي ينتهجها المجلس الانتقالي الجنوبي ستقود الجنوب إلى انتزاع حقه واستعادة دولته المستقلة. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، فإن بوصلة المجلس تظل موجهة نحو هدف واحد، وهو تحقيق استقلال الجنوب. كما رفض أن يقع المجلس تحت تأثير شعارات زائفة أو تحالفات مشبوهة تسعى لتعطيل مساره.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، أوضح الجفري أن هذه العلاقة تُعد مثالاً على النهج العملي للمجلس الانتقالي الجنوبي. وأضاف أن هذه العلاقة تعكس التزام الطرفين بمشروع يخدم الشعب الجنوبي دون المساس بأمن المنطقة أو الدخول في نزاعات مستمرة.

واختتم الجفري حديثه بالتأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، يسعى لمعالجة جميع المشكلات والتحديات التي تواجه الجنوب، ويعمل على إبراز القضية الجنوبية بحنكة سياسية تهدف إلى تحقيق الاستقلال وبناء دولة جنوبية فيدرالية ديمقراطية تقوم على أسس العدالة والإنصاف. كما شدد على أن المنعطفات التاريخية التي مر بها الجنوب هي دليل على إصرار المجلس على المضي قدماً نحو تحقيق استقلال الجنوب، وأن هذا الهدف النبيل لن يتحقق إلا بإرادة صلبة وتضحيات جسام، بهدف تحقيق تطلعات شعب الجنوب وبناء دولة مستقلة توفر حياة كريمة لجميع أبنائها.