الإمارات.. بصمة دبلوماسية بالأزمة الأوكرانية

وكالة أنباء حضرموت

بصماتها خالدة تعبر الحدود نحو الجيران والأشقاء، وتشق البحار لتفك شفرة الأزمات محملة بمشعل الحوار، من أجل سلام الشعوب ونبذ الحروب.

وهذه هي الإمارات، الدولة التي لم تدخر جهودا لمد جسور التواصل بين المحتربين والمتنازعين، تسجل اليوم وساطة ناجحة جديدة في سجل يعكس بصمتها الدبلوماسية والإنسانية.

وساطة جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تتوج الجهود الإماراتية المتواصلة لحل تلك الأزمة، والتخفيف من تداعياتها، وتعد الثانية في نحو شهر والسابعة خلال العام الجاري، والثامنة منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.

وبموجب تلك الوساطة تم إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 230 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 7 وساطات خلال العام الجاري إلى 1788.

وتحمل الوساطة الجديدة أهمية خاصة لأكثر من سبب.

ذكرى الاستقلال
أول تلك الأسباب أنها تتزامن مع ذكرى استقلال أوكرانيا.

واليوم السبت، بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، برقية تهنئة إلى فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.

كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى زيلينسكي.

ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل أكثر من عامين، تقود دولة الإمارات جهودا سياسية ودبلوماسية لخفض التصعيد والدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند إلى قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول.

جهود قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بنفسه، حيث أجرى مباحثات عدة منفصلة بشأن الأزمة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني زيلينسكي.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا السياق أن دولة الإمارات تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الدبلوماسية، بما يعزز السلام والأمن العالميين، انطلاقاً من نهجها الراسخ في دعم السلام والتعاون والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.

جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومتابعته الحثيثة لحل الأزمة، وجدت صدى إيجابيا لدى طرفي الأزمة.

وسبق أن أشاد بوتين وزيلينسكي بموقف دولة الإمارات ووساطتها، مؤكدين تقدير موسكو وكييف هذه الجهود.

الأولى بعد هجوم كورسك
ثاني تلك الأسباب أن هذه أول عملية تبادل للأسرى منذ الهجوم الأوكراني على كورسك غربي روسيا في السادس من أغسطس/آب الجاري، وهو الهجوم الأخطر الذي يشنه جيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

ونجاح دولة الإمارات في وساطتها بهذه الظروف المعقدة في تاريخ الأزمة يبرز حجم وأهمية وثقل الدور الذي تقوم به، ومدى الثقة والتقدير اللذين تحظى بهما من طرفي الأزمة.

أيضا تبقى الإمارات عبر نجاحها في تلك الوساطات نافذة أمل لحل سياسي ودبلوماسي للأزمة التي تجاوزت العامين، كما تعكس الوساطات سعيها الحثيث والمتواصل للدفع بحل سلمي للأزمة.

عاصمة الإنسانية
السبب الثالث الذي يجعل لتلك الوساطة أهمية خاصة هو أنها تتزامن مع احتفال العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس/آب من كل عام.

وساطات إماراتية ناجحة متواصلة بين روسيا وأوكرانيا تواكبها جهود إنسانية ودبلوماسية مستمرة، تعطي بارقة أمل نحو حلحلة أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم، وتبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم، وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.

نجاحات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، انطلاقا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون والعمل الإنساني ونشر التسامح والأخوة، الأمر الذي توجها عاصمة للإنسانية وعمل الخير.

وتواصل دولة الإمارات، للعام الثالث على التوالي، دعمها الإغاثي المستمر للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية.

وضمن أحدث تلك الجهود أرسلت دولة الإمارات، في 27 مارس/آذار الماضي، طائرة تحمل على متنها 50 طنا من المواد الغذائية إلى أوكرانيا.

كما خصصت 105 ملايين دولار كمساعدات إنسانية لأوكرانيا، تشمل الغذاء والمستلزمات الطبية وسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية والحواسيب المحمولة ومستلزمات التعليم لتقديم الدعم للمدنيين في أوكرانيا لا سيما الأطفال.

وواكب تلك الجهود الإنسانية نجاح وساطة الإمارات في إنجاز 7 عمليات لتبادل أسرى حرب خلال العام الجاري فقط، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1788، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا.

تفاصيل الوساطة
أعلنت دولة الإمارات، اليوم السبت، عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة، شملت 230 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1.788.

وتوجهت وزارة الخارجية الإماراتية بالشكر إلى حكومتي روسيا وأوكرانيا على تعاونهما مع الوساطة التي بذلتها دولة الإمارات.

واعتبرت أنّ هذا الإنجاز الذي يأتي بعد نحو شهر على وساطة سابقة ناجحة، يعكس التزام دولة الإمارات كوسيط موثوق به لدى الطرفين في دعم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين البلدين.

كما لفتت إلى أنّ نجاح الوساطة الجديدة -وهي السابعة من نوعها منذ بداية عام 2024- تجسد علاقات الصداقة والشراكة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.

وأكدت الوزارة استمرار مساعي دولة الإمارات في دعم كافة الجهود والمبادرات التي تهدف إلى الوصول لحل سلمي للنزاع بين البلدين، مشددة على أن الحوار وخفض الصعيد السبيل الوحيد لحل الأزمة، ما سيسهم في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

رؤية إماراتية تبرز الموقف المتوازن للدولة من الأزمة، وجهودها الصادقة المتواصلة لحلها على أكثر من صعيد، التي أثمرت نجاح وساطتها في إجراء 8 صفقات تبادل للأسرى بين البلدين، بينها 7 خلال العام الجاري وهي كما يلي:

-24 أغسطس/آب 2024.

استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

- 17 يوليو/تموز 2024.

استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا.

- 25 يونيو/حزيران 2024.

صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.

- 31 مايو/أيار 2024

استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

- 8 فبراير/شباط 2024

استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

- 31 يناير/كانون الثاني 2024

عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

- 3 يناير/كانون الثاني 2024

وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.

- 4 فبراير/شباط 2023

وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.

وإضافة لتلك الوساطات، نجحت وساطة إماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.