الحوار اليمني اليمني..
أربعة أيام من المحادثات في عُمان: ما هو التقدم الذي أحرزته الأطراف المتحاربة باليمن؟ (ترجمة)
قدمت وفود الحكومة وجماعة الحوثي قوائم تضم أكثر من 15 ألف أسير ومعتقل. وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، اتفقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي على تبادل للأسرى، حيث تم إطلاق سراح نحو 900 أسير من الجانبين.
مضت أربعة أيام منذ أن بدأت الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) جولة جديدة من المحادثات بشأن تبادل الأسرى في سلطنة عمان، وأعلن الجانبان عن أحد الاتفاقات التي توصلا إليها.
وافق الحوثيون على الكشف عن مصير محمد قحطان عضو حزب الإصلاح اليمني المخفي قسرا في سجون الحوثيين منذ نحو عشر سنوات، وهو ما شكل اختراقا كبيرا وتقدما ملموسا في الحوار اليمني اليمني الذي يعقد برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج واللجنة الدولية للصليب الأحمر وبدعم دبلوماسي من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان والمتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية المعترف بها أمميا، ماجد فضائل، في تصريح على موقع إكس اليوم: "توصلنا مع وفد الحوثيين، بإشراف الأمم المتحدة، إلى اتفاق لتبادل 50 أسيراً حوثياً مقابل السياسي محمد قحطان المختطف والمخفي منذ أكثر من تسع سنوات". وتوقع في وقت سابق أن تستمر المشاورات نحو عشرة أيام.
وأكد الحوثيون أيضا أنهم توصلوا إلى اتفاق مع ما أسموه "الطرف الآخر" للإفراج عن قحطان مقابل 50 أسيراً حوثياً، وفي حال مقتل قحطان ستسلم الجماعة جثته مقابل 50 جثة حوثية.
ومنذ اعتقاله في عام 2015 في صنعاء، ليس من الواضح ما إذا كان قحطان ميتاً أم حياً.
وقال مصدر سياسي مطلع على ملابسات المحادثات اليمنية في مسقط إن الوفد الحكومي حرص منذ اليوم الأول للمفاوضات على تلقي رد مكتوب من الحوثيين لتوضيح مصير قحطان قبل الدخول في أي نقاشات بشأن إطلاق سراح الأسرى.
وقدم الجانبان قوائم بأسماء المعتقلين والمخفيين قسراً، وبحسب المصدر فإن مصير بعض الأسماء مجهول، وهو ما يشكل صعوبة كبيرة.
وخلال مفاوضات سابقة في ستوكهولم عام 2018، قدمت وفود الحكومة وجماعة الحوثي قوائم تضم أكثر من 15 ألف أسير ومعتقل. وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، اتفقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي على تبادل للأسرى، حيث تم إطلاق سراح نحو 900 أسير من الجانبين.
وأضاف المصدر السياسي أن "ما يميز المفاوضات اليمنية في مسقط أنها تحظى بدعم الوسطاء العمانيين والسعودية والأمم المتحدة والصليب الأحمر، والجميع يعلم أهمية إنجاح هذه الجولة لأن فشلها سيغلق أبوابا كثيرة في ظل التوتر والتصعيد الحالي بين طرفي الصراع اليمني".
وقال مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن في بيان على موقع إكس اليوم، إن "جولة المفاوضات الجارية بشأن المعتقلين في عُمان تجري في أجواء إيجابية وبناءة حتى الآن. وتوصل الطرفان إلى تفاهم بشأن ترتيبات إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الصراع ومن بينهم محمد قحطان".
ويبدي بعض المراقبين السياسيين في اليمن تفاؤلهم، مشيرين إلى أن القوة الدبلوماسية العُمانية لعبت دوراً حاسماً في جلب جماعة الحوثي والحكومة اليمنية إلى طاولة المفاوضات. ويتوقعون أن تساهم عُمان في إنجاح الحوار اليمني الجاري. ويبقى أن نرى ما إذا كان الحوار المستمر بين الأطراف المتحاربة سيحل قضايا أخرى تتعلق بالسياسة والاقتصاد في البلاد.