مسيرة استثنائية تحفز العين الإماراتي لحصد لقب أبطال آسيا

يعود نادي العين الإماراتي إلى نهائي دوري أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه بعد أن حقق هذا الإنجاز ثلاث مرات من قبل في أعوام 2003 و2005 و2016، حيث فاز باللقب الأول ثم خسر أمام الاتحاد السعودي وجيونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي على التوالي.

ويلتقي العين مع مضيفه يوكوهاما إف مارينوس الياباني السبت في ذهاب نهائي البطولة القارية، بعد مسيرة حافلة للفريق في النسخة الحالية من البطولة. وبعد تأهله إلى دوري أبطال آسيا بصفته بطل دوري المحترفين الإماراتي وقع العين في المجموعة الأولى إلى جانب باختاكور الأوزبكي، والفيحاء السعودي، وآهال التركماني.

وتحت قيادة المدرب السابق ألفريد شرودر، بدأ العين مشواره برحلة إلى طشقند حيث سجل بداية سريعة عندما افتتح كودجو لابا التسجيل في غضون عشر دقائق  ثم هيأ المهاجم التوغولي الكرة أمام خالد البلوشي ليسجل الهدف الثاني قبل أن يختتم التسجيل في الشوط الثاني ليفوز العين 3 – 0. واستمر الزخم الهجومي في المباراة الثانية، هذه المرة على ملعب هزاع بن زايد، حيث سجل العين أربعة أهداف في مرمى آهال، وأحرز  الظهير الأيسر إيريك جورجينس دو مينيزيس الهدف الأول في غضون أربع دقائق من انطلاق المباراة، وبدأ سفيان رحيمي مسيرته نحو صدارة ترتيب هدافي البطولة بضربة رأس قبل أن يحرز لابا وقلب الدفاع كوامي كواديو هدفين ليقودا الفريق الإماراتي إلى الفوز 4 – 2 ومواصلة رحلة الانتصارات.

وضع مختلف

ولم يختلف الوضع كثيرا خلال المواجهة أمام الفيحاء والتي فاز بها العين 4 – 1، وسجل كواديو الهدف الأول برأسه، ثم أضاف أليخاندرو روميرو (كاكو) اسمه في قائمة الهدافين ليمنح العين التقدم بهدفين في نهاية الشوط الأول، وضاعف صانع الألعاب الباراغواياني رصيده الشخصي في الشوط الثاني قبل أن يسجل رحيمي هدفا رائعا.

وفي مباراة الإياب أمام الفيحاء التي أقيمت بعد أسبوعين تقدم العين إلى دور الـ16، وكان لابا في أفضل حالاته، حيث سجل هدفا بكعب القدم وأضاف آخر من تسديدة مباشرة في أول 40 دقيقة من عمر المباراة، قبل أن يسجل رحيمي في الدقيقة الـ60 الهدف الثالث، في حين أحرز الفيحاء هدفين، ليرفع الفريق الإماراتي رصيده إلى 12 نقطة من أربع مباريات.

وأقيل المدرب شرودر بسبب المستوى المخيب للآمال في الدوري المحلي، وبدأت فترة بديله هيرنان كريسبو بالخسارة على أرضه أمام باختاكور، حيث أجرى المدرب الأرجنتيني تغييرات واسعة، إذ غاب أمثال رحيمي ولابا وحارس المرمى خالد عيسى، ليخسر العين  بنتيجة 1 – 3 على ملعب هزاع بن زايد.

وفي نهاية منافسات دور المجموعات، اختتم العين مشواره بالفوز، حينما عاد رحيمي إلى التشكيلة الأساسية ليسجل هدفه الرابع في دور المجموعات من ضربة جزاء قبل أن يسجل عمر أتزيلي من ضربة جزاء ثانية للعين خلال الفوز 2 – 1 على آهال، وينهي الفريق مشواره برصيد 15 نقطة من 18 ممكنة، تصدر من خلالها ترتيب المجموعة الأولى.

وبعد تبادل الانتصارات على باختاكور، وجد العين نفسه في مواجهة الفريق الأوزبكي الثاني ناساف في دور الـ16. وساعدت بعض اللمسات الأخيرة الضائعة أمام المرمى من مهاجمي ناساف، العين على الحفاظ على نظافة شباكه، في حين كان كل من رحيمي والقائد بندر الأحبابي على وشك خطف هدف، لكن العارضة وقفت لهما بالمرصاد لينتهي لقاء الذهاب بالتعادل السلبي، بحسب الموقع الرسمي لاتحاد الكرة الآسيوي.

مواجهة صعبة

وكان العين على موعد مع مواجهة صعبة أمام النصر السعودي بقيادة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو في دور الثمانية، وعلى ملعب هزاع بن زايد، تقدم العين بهدف قبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الأول، بعد تمريرة من كاكو إلى رحيمي الذي راوغ الحارس ديفيد أوسبينا وسجل في الشباك.

وأدى مزيج من التصديات البطولية لعيسى وضياع عدة فرص من رونالدو ورفاقه إلى معاناة النصر من أجل التسجيل، واكتملت معاناته عندما تم طرد المدافع إيمريك لابورت في وقت متأخر، الأمر الذي سمح للعين بحسم مباراة الذهاب قبل خوض مباراة الإياب في الرياض.

وعلى ملعب الأول بارك كانت الجماهير على موعد مع أكثر المباريات إثارة في دوري أبطال آسيا 2023 – 2024، والتي بدأت عندما أرسل كاكو مرة أخرى تمريرة متقنة اخترقت الدفاع ووصلت إلى رحيمي الذي سدد بين ساقي الحارس راغد النجار ليسجل هدف الافتتاح.

ومع خروج النصر، وقف عملاق الرياض الآخر الهلال في طريق العين للوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا للمرة الرابعة. كان على المدرب هيرنان كريسبو أن يواجه نفس الفريق الذي تعرض أمامه لخسارة ثقيلة 1 – 7 في نفس المرحلة من العام السابق عندما كان يشرف على تدريب الدحيل.

وخلال المواجهة أمام الهلال الذي لم يخسر أي مباراة هذا الموسم، كان رحيمي نجما متألقا منذ البداية لصالح العين، حيث وضعهم في المقدمة بعد ست دقائق فقط. وكانت مباراة الإياب دراماتيكية في الرياض حيث بدأت المباراة بضربة جزاء احتسبت للهلال، لكن إيريك أدرك التعادل للعين قبل أن يحرز سالم الدوسري هدف الفوز للهلال لكنه لم يكن كافيا للعبور إلى النهائي، حيث تفوق العين بنتيجة 5 – 4 في مجموع لقاءي المربع الذهبي ليصعد للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام إلى النهائي حينما واجه جيونبوك هيونداي موتورز الكوري في نهائي نسخة 2016.