تهديد الملاحة البحرية..

حرب الاستنزاف في البحر الأحمر.. هل توقف قدرات الحوثيين العسكرية؟ (ترجمة)

قصفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بعض المواقع العسكرية التي سبق أن استهدفها التحالف العربي خلال عملية عاصفة الحزم التي بدأت في مارس/آذار 2015. وبعد انتهاء عاصفة الحزم، بدأ الحوثيون في استخدام بعض المنشآت العسكرية التي لم تتعرض لدمار هائل لتخزين وإطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ. وقال خبير عسكري، إن الحوثيين يتجهون إلى استخدام المواقع العسكرية التي قصفها التحالف العربي، ضمن خططهم للتمويه والخداع.

فريق الترجمة
فريق الترجمة بوكالة أنباء حضرموت
وكالة أنباء حضرموت

شهدت مرحلة المواجهة بين قوات التحالف المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وجماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومة من إيران، حرب استنزاف دون تحقيق الأهداف. وبينما واصلت القوات الدولية الغارات الجوية لإضعاف قدرات الحوثيين العسكرية، لم تتوقف جماعة الحوثي عن استهداف السفن في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن.

وركز التحالف في هذه المرحلة على استهداف الرادارات وأنظمة الاتصالات البحرية ومنصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة بالإضافة إلى اعتراض صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين عسكريين أمريكيين قولهم إن قوات التحالف دمرت نحو 25% من مخزون الحوثيين من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة للسفن وأنظمة الرادار الساحلية والطائرات الانتحارية بدون طيار.

قامت مخابرات سبأ بتحليل نتائج أهم الغارات التي بدأت باستهداف جماعة الحوثي في ​​12 يناير 2024. ويعرض الجدول التالي تفاصيل الغارات الجوية التي ضربت مواقع الحوثيين خلال الأيام التسعة الماضية.

إصابة 90 هدفًا

ومن الجدول نجد أن الضربات في سبعة أيام استهدفت ما يقرب من تسعين هدفا وأن العمليات تركزت على تدمير أنظمة الدفاع الجوي والرادار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة للسفن والطائرات بدون طيار الانتحارية، وجميعها مجهزة للانطلاق ضدها. أهداف في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب. وهذا يعني أن الضربات لم تستهدف معسكرات أو مستودعات أسلحة أو غرف عمليات.

قصفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بعض المواقع العسكرية التي سبق أن استهدفها التحالف العربي خلال عملية عاصفة الحزم التي بدأت في مارس/آذار 2015. وبعد انتهاء عاصفة الحزم، بدأ الحوثيون في استخدام بعض المنشآت العسكرية التي لم تتعرض لدمار هائل لتخزين وإطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ. وقال خبير عسكري، إن الحوثيين يتجهون إلى استخدام المواقع العسكرية التي قصفها التحالف العربي، ضمن خططهم للتمويه والخداع.

وأطلقت قوات التحالف المتعددة الجنسيات صواريخ باهظة الثمن تقدر قيمتها بملايين الدولارات لاستهداف أو اعتراض صواريخ الحوثيين الرخيصة والطائرات المسيرة التي تبلغ قيمتها آلاف الدولارات. ويشكل هذا استنزافاً كبيراً للموارد العسكرية للتحالف الدولي.

الدعم الإيراني

وتشير المعلومات إلى أن إيران قدمت الدعم للحوثيين في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن. وقام مستشارون من الحرس الثوري بتزويد الحوثيين ببيانات تعريفية لتحديد هوية السفن حول تنفيذ الهجمات. كما زودت إيران الحوثيين بطائرات بدون طيار متقدمة، وصواريخ مضادة للسفن ، وألغام بحرية ، وزوارق مفخخة. وتم إنشاء مركز قيادة في صنعاء لتنسيق الهجمات على السفن وإدارة المعركة واختيار نوع الأسلحة وكيفية استخدامها.

وقد أدى هذا الدعم الإيراني إلى زيادة تعقيد المشهد، مما يشكل تحديا هائلا للقوات الدولية مع استمرار تصاعد الصراع.

السيناريوهات

ورغم أن الضربات دمرت بعض صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، إلا أن تدمير صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة وذخائرهم وأنظمة الرادار وغرف العمليات والسيطرة سيستغرق عدة أشهر وربما أكثر من عام. وسوف يستغرق الأمر المزيد من الوقت إذا استمرت الأسلحة الإيرانية المهربة في الوصول إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون.

إن الحرب مع الحوثيين في بيئة مثل اليمن، ذات المجتمع والتضاريس المعقدة، مكلفة، وسوف تقلل من إمكانية قبول الحوثيين بوقف الهجمات، مما يجعل جماعة الحوثي تبدو وكأنها هي التي تدير وتدير السيطرة على حرب الاستنزاف.

وهذا الواقع قد يدفع قوات التحالف المتعددة الجنسيات المناهضة للحوثيين إلى تبني استراتيجية جديدة، مثل شن هجوم متقدم على مستودعات الأسلحة والصواريخ ومعسكرات التعبئة والتدريب، واستهداف القادة، وإلحاق خسائر مادية وبشرية بالحوثيين لإجبارهم على التراجع. وقف مهاجمة السفن في الممرات الملاحية الدولية.

وإذا استمرت هجمات الحوثيين في تعطيل الممرات الملاحية في البحر الأحمر، فمن المرجح أن تكون هناك عمليات برية لقوات التحالف المتعددة الجنسيات لمواجهة تهديدات الحوثيين. إن مخاوف الأميركيين والبريطانيين من الاستنزاف الطويل دفعتهم إلى القيام بعمليات عسكرية مكلفة وعاجلة كجزء من استراتيجية وقف التهديد لخطوط الشحن الدولية.