بقلم / لمياء البرعي
ليل ومطر
في تمام الساعةٍ العاشرةٍ مساءً ومع صوت المطر ورائحتهُ تحت سماءٍ مليئة بالرعدِ والبرقِ في ظلمةِ الليل.... بينما كنت مستلقية على فراشيِ هزني الشوق وجذبني الجو رغم مابي من تعب وسقم لأرى المطر ثم
لتهدء نفسي وانعم بالهدوء والسلام.
قمتُ أطفئتُ الضوء وأشعلتُ شمعة فجلستُ امام النافذة فما أجملهُ من هدوءٍ .... استنشقتُ الهواء بعمق وأنا مليئة بالتناهيد المكتظه بالحزن والكتمان بل تمنيت وقتها أن يتساقط عني القلق والخوف والحزن الذي بات بداخلي مدة كما تتساقط تتلك القطرات من الغيوم المنتشرة في سماء ليلةٍ جملية.
تمنيت ثم تمنيت لو حينها لو يتساقط من جسدي ذلك الكتمان الفاتك الاشبة من ممزق لجسدي ولروحي فتنهدتُ وكأن التنهيدة صعدت مني كما تصعد روح الميت الي السماء.
نظرتُ الي السماءِ وأنا مكتظه اريد الانفجار امام احد ما اريد التحدث كثيرا اريد اخراج ما يألمني و يشتتني ويقلق تفكيري اريد اتخلص من ما اشعر به .....
كان الكتمان ك الرعد والبرق بداخلي يمزقني إرباً إرباً ينزع روحي بل كان يؤذي كل عضو في جسدي واشد ألما لصدري.
وحينما أنا انظر الي السماء لم اجد الا دموعي تتساقط من عيناي بشدةٍ و كأنها لأول مرة تدمع كنت احاول مسحها لكن كانت الدموع اسرع من حركة يدي وبعدها وجدت نفسي اهدء رويداً رويداً فكلما تساقطت الدموع كلما هدئتُ اكثر.
فإذا بالمطرِ يتوقف وإذا بالسماءِ تخلو من الرعد و البرق وكأنها روحي تهدء وجسدي يخلو من ما يسمى بالكتمان .... يا لها من ليلةٍ جميلة حقاً مليئةِ بالهدوء والسلام مع أعظم نعمه على الكون شعرت إني أصبحت حرة من شعور القلق والخوف والحزن.
اطمئن قلبي وهدءت روحي ثم شعرت بالبرد عاودتُ على فراشيِ وأنا في اتم الهدوء.