نصر الله يحذر إسرائيل لإشغال الرأي العام عن تهديداته
نصرالله يلجأ إلى نبرة المقاومة بعد تهديد لبنان بمئة ألف مقاتل
حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إسرائيل الجمعة من المساس بنفط لبنان، قائلا إن "المقاومة ستتصرف"، وذلك بعد أن أحدثت تهديداته الاخيرة حول "المئة ألف مقاتل"ضجة كبيرة في البلاد.
ويدور نزاع بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم حدود مياههما الإقليمية وقد تؤدي المفاوضات بين البلدين إلى تمكن لبنان من استخراج احتياطيات الغاز الثمينة وسط أسوأ أزمة مالية له على الإطلاق.
وقال نصرالله في كلمة له خلال الاحتفال الذي يقيمه الحزب بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف"إن إسرائيل ليست حرة في بدء التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها بين البلدين".
وأضاف حسبما نقلت قناة المنار التابعة للحزب الموالي لإيران"إذا كان العدو يتصور أنه يستطيع أن يتصرف كما يريد قبل حسم هذا النقاش فهو مخطئ".
ورفع مجلس الوزراء اللبناني هذا السؤال إلى الممثل الدائم للأمم المتحدة وآخرين في المجتمع الدولي بعد أن منحت إسرائيل مجموعة هاليبرتون الأميركية لخدمات حقول النفط عقد حفر بحري في البحر المتوسط لطلب توضيح عما إذا كانت عمليات الحفر ستجري في المناطق المتنازع عليها.
وتبلغ مساحة المنطقة المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل860 كلم، بحسب الخرائط المودعة من جانب لبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، لكن الوفد اللبناني المفاوض يقول إن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كلم.
وتضخ إسرائيل بالفعل الغاز من حقول بحرية ضخمة.ويجري البلدان محادثات متقطعة بوساطة أميركية منذ أكتوبر من العام الماضي في محاولة لحل المشكلة.
وقال نصرالله "لن أطلق المواقف الآن لكي لا أعقد المفاوضات ولكن بالتأكيد المقاومة في لبنان وفي الوقت المناسب وفي اللحظة المناسبة من خلال متابعتها لهذا الملف عندما تجد أن نفط لبنان وغاز لبنان ولو في المنطقة المتنازع عليها هو في دائرة الخطر ستتصرف على هذا الأساس وهي قادرة أن تتصرف على هذا الأساس".
وزار الوسيط الأميركي للمحادثات غير المباشرة آموس هوكشتاين بيروت هذا الأسبوع وقال إن فترة من الدبلوماسية المكوكية ستسبق أي عودة للمحادثات غير المباشرة بين البلدين مثل تلك التي عُقدت في أكتوبر 2020 في قاعدة الأمم المتحدة للسلام في الناقورة بلبنان.
في سياق آخر، قال نصرالله "سننتظر التحقيق بأحداث الطيونة وهو بحسب معطياتي تحقيق جاد وشجاع ويتابع أدق التفاصيل".
وقبل أسبوع، اندلعت مواجهات مسلحة في شارع الطيونة الواقع بين منطقتي الشياح ذات الأغلبية الشيعية وعين الرمانة ـ بدارو التي يغلب على سكانها المسيحيون في بيروت، أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 32 آخرين.
وعقب الأحداث الدامية التي استمرت 5 ساعات، وجّه مسؤولون في حزب الله وأمل اتهامات لحزب القوات اللبنانية بتنفيذ "كمين مسلح" ضد المتظاهرين المؤيدين للجماعتين، وهو ما نفاه الأخير.
وبعد ذلك، وجه نصرالله تحذيرا لجميع اللبنانيين من خصوم وحلفاء، بأن حزبه المدعوم من إيران قادر على جمع مئة ألف مقاتل مع جهازهم وعتادهم.
وقال متابعون إن نصرالله الذي يمتلك حزبه ترسانة أسلحة كبيرة بحجة "مقاومة اسرائيل" اختار سحب أنظار اللبنانيين عن هذه التهديدات، وتوجيه التحذير للدولة العبرية.
وأثارت تلك التصريحات ضجة كبيرة في لبنان حيث اعتبرها سياسيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تحمل تهديدا علنيا للسلم الأهلي في البلاد.
ويسعى حزب الله إلى إحكام قبضته على المؤسسات الحيوية في لبنان بدءًا بالمؤسسة العسكرية ثم الأمنية، وصولا إلى القضاء، لكن الأمور لا تسير في الاتجاه الذي يريده، خاصة بعد تمسك القاضي طارق بيطار المكلف بالتحقيق في تفجير مرفأ بيروت بالعمل باستقلالية تامة عن توجيهات الحزب، وقاد التحقيق إلى توجيه اتهامات لحلفاء مباشرين لحزب الله.