اخبار الإقليم والعالم
تركيا تحتفل بيوم الديمقراطية وتكثّف ملاحقتها لمعارضي الرئيس
أحيت تركيا الثلاثاء ذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة التي تمّ إحباطها في الخامس عشر من يوليو 2016 وتم تحويل هذا اليوم من كل سنة إلى “يوم للديمقراطية والوحدة الوطنية” اللتين يقول معارضون إنهما تعنيان في مفهوم الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنموية بقاء الرئيس في السلطة وقمع أي صوت معارض وتحجيم أي منافس سياسي جدّي له، مستدلين بالتوسّع الكبير المسجل مؤخّرا في ملاحقة المعارضين قضائيا.
وقال أردوغان بالمناسبة إن شعبه سطر ملحمة مجيدة بصد محاولة الانقلاب، مضيفا في خطاب له أمام البرلمان “يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية بات مفهوما مجددا بشكل جلي وقوي جدا.”
وتجسّد مفهوم القوّة الذي أشار إليه الرئيس التركي في المنسوب العالي من الشدّة والصرامة ليس فقط ضدّ من اعتبرتهم السلطة ضالعين في محاولة الانقلاب من أتباع الداعية الراحل عبدالله غولن، ولكن أيضا ضدّ المعارضة القانونية الكردية، وحتّى القومية بقيادة حزب الشعب الجمهوري.
وتم إلى حدّ الآن حبس ستة عشر رئيس بلدية منتخبا من الحزب المذكور من بينهم أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيسي لأردوغان وأكثر من مئتين من أعضاء الحزب أو مسؤولين محليين وذلك على ذمة المحاكمة.
أردوغان: مسار تركيا خالية من الإرهاب سيفتح الباب أمام مسار يفضي إلى منطقة خالية من الإرهاب
ومنذ سلسلة انقلابات في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي لم تشهد تركيا عزل مثل هؤلاء القادة السياسيين البارزين من مناصبهم استنادا إلى أدلة لم تنشر بعد ويرفضها محامو المتهمين باعتبارها ملفقة.
وكان تفكيك بنية التنظيمات التي أقامها غولن وملاحقة أتباعه واجتثاثهم من مؤسسات الدولة من أبرز النتائج التي أفضت إليها محاولة الانقلاب الفاشلة.
وبعد مضي تسع سنوات على المحاولة الانقلابية لا تزال عملية الاجتثاث تلك متواصلة حيث أعلنت السلطات التركية، الثلاثاء، القبض على سبعة وسبعين مشتبها بهم خلال عمليتين أمنيتين نُفذتا في عدة ولايات واستهدفتا البنية الحالية لتنظيم غولن المصنف إرهابيا من قبل أنقرة.
واعتبر أردوغان أنّ الاختبار الصعب الذي مر به الشعب التركي والدولة في الخامس عشر من يوليو أصبح أحد المنعطفات الأكثر حسما في تاريخ البلاد.
وتابع قوله “بعد حربي تشاناق قلعة والاستقلال سطر الشعب في ليلة 15 يوليو ملحمة مجيدة بأرواحه ودمائه، وستكون مدعاة فخر إلى يوم القيامة.”
وأعرب عن ثقته بأن البرلمان سيضع كل الخلافات جانبا كما فعل ليلة الخامس عشر من يوليو وسيدعم بقوة نضال البلاد للتخلص من الإرهاب.
واستذكر أردوغان “الشهداء الذين وقفوا في وجه الخونة بشجاعة ووقار في ليلة 15 يوليو، وجعلوا أجسادهم درعا لصد ذلك الهجوم الوقح، ووهبوا أرواحهم لكنهم لم يحنوا رؤوسهم للمحتلين.”
وتوجّه بالشكر “لجميع المواطنين الذين ملأوا الشوارع والطرقات والميادين منذ اللحظات الأولى لمحاولة الانقلاب، وتوافدوا إلى المطارات، ودافعوا عن مستقبلهم وإرادتهم واعتبروا الإذلال أسرًا والاستشهاد نعمة.
وأضاف “الأذان الذي صدح في إسطنبول والأدعية التي ارتفعت في بورصة في تلك الليلة تردد صداهما في سكوبيه وباكو والقاهرة، وعلى بعد آلاف الكيلومترات، من باكستان إلى إندونيسيا، ومن البوسنة والهرسك إلى الصومال، ارتفعت الدعوات والأيدي إلى السماء وقُرئ القرآن الكريم من أجل سلامة وخلاص تركيا.”
وتابع “شاركنا أصدقاؤنا وإخواننا عبر دعائهم في مقاومتنا، وفي انتصارنا بدموعهم، وفي تلك الليلة أدركنا مرة أخرى شعور أننا أمة، ورأينا مرة أخرى ما يعنيه أن نكون أمة.”
ولفت إلى أن مسار “تركيا خالية من الإرهاب” سيفتح الباب أمام مسار يفضي إلى منطقة خالية من الإرهاب، “وسيتسارع بناء قرن تركيا أكثر فأكثر.”
وتعليقا على الحدث ذاته قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن كل محاولة تهدف إلى إلحاق الضرر ببلاده محكوم عليها بالفشل.
وذكر في منشور على منصة إكس أن “شبكات الخيانة التي كانت تتابع أجندات الاستخبارات الأجنبية وتجري خلف أوهام إخضاع تركيا” لم تدرك قوة الدولة التركية وارتباط الشعب بالحرية والعدالة.
واعتبر أن فطنة الرئيس أردوغان وإرادة الشعب حالتا دون وصول تنظيم غولن إلى مبتغاه ليلة الخامس عشر من يوليو 2016، مشدّدا على أن الدولة تتابع تنظيم غولن في كل مكان وتتخذ الخطوات اللازمة بحزم في كل أنحاء العالم من أجل تقديم المجرمين إلى العدالة.