اخبار الإقليم والعالم

التغيرات المناخية تسجل مستويات غير مسبوقة في ظل تباطؤ القرارات الدولية

وكالة أنباء حضرموت

تشير أحدث البيانات العلمية إلى أن مؤشرات التغيرات على كوكب الأرض وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ الرصد العلمي، حيث تشهد درجات الحرارة العالمية ارتفاعا مستمرا مع تسجيل أرقام قياسية في ذوبان الجليد في القطبين وزيادة تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على النظم البيئية والاقتصادية حول العالم.

وعلى الرغم من المؤشرات المثيرة للقلق لا تزال القرارات الدولية المتعلقة بالمناخ تتحرك بوتيرة أقل من وتيرة تطور الظواهر المناخية، حيث شهدت قمم المناخ على مدى السنوات المتعاقبة تعهدات ودعما إعلاميا قويا، لكن تنفيذ هذه التعهدات على أرض الواقع لا يزال محدودا.

ويشير مراقبون إلى وجود فجوة واضحة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني، ما يثير تساؤلات حول جدوى الاتفاقيات الدولية الحالية وفعاليتها في مواجهة التحديات المناخية المتسارعة.

علماء يحذرون من أن وتيرة ومستوى مؤشرات التغير المناخي الرئيسية، أصبحت كلّها في وضع غير مسبوق

ويرى هؤلاء المراقبون أن التغير المناخي بات يستخدم كورقة تنافس بين القوى الكبرى ما يعقد جهود التعاون الدولي، لافتين إلى أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب تجاوز الاعتبارات السياسية الضيقة والعمل المشترك على أساس الشفافية والالتزام الفعلي، لأن التحديات البيئية لم تعد تقف عند حدود دولة أو قارة بل باتت شأنا مشتركا يهم كل العالم.

وحذّر أكثر من 60 عالما بارزا الخميس من أن وتيرة ومستوى مؤشرات التغير المناخي الرئيسية، من التلوث الناجم عن الكربون إلى ارتفاع مستوى البحار وصولا إلى الاحترار المناخي، أصبحت كلّها في وضع غير مسبوق.

وبلغت انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات مستوى قياسيا جديدا عام 2024، وبلغ متوسطها، على مدار العقد الماضي، رقما قياسيا هو 53.6 مليار طن سنويا – أي 100 ألف طن في الدقيقة – من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من غازات أخرى، بحسب الخبراء.

وتوصل العلماء إلى أنّ الاحترار تجاوز خلال العام الماضي عتبة 1.5 درجة مئوية للمرة الأولى، فضلا عن أنّ الكمية الإضافية من ثاني أكسيد الكربون التي يمكن للبشر إطلاقها، مع احتمال بنسبة الثلثين للبقاء دون هذا الحد على المدى الطويل، ستُستنفد في غضون عامين.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “إيرث سيستم ساينس داتا”، تثير الوتيرة المتسارعة التي تتغير بها هذه المؤشرات المناخية القلق بقدر ما يثيره الارتفاع القياسي في درجات الحرارة وانبعاثات الكربون.

وازداد الاحترار الناجم عن النشاط البشري خلال العقد الماضي بمعدل “غير مسبوق في السجلات الآلية”، وهو أعلى بكثير من متوسط الفترة 2010 – 2019 المسجل في أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي الصادر عام 2021.

كذلك، أكد العلماء أن معدل ارتفاع مستوى البحار خلال السنوات الأخيرة مثير للقلق أيضا.

فبعد أن ارتفع مستوى المحيطات العالمية تدريجيا، بمعدل أقل بكثير من مليمترين سنويا بين عامي 1901 و2018، ارتفع مستوى البحار بمقدار 4.3 مليمتر سنويا منذ عام 2019.

ومن المؤشرات الأخرى الكامنة وراء كل التغيرات في النظام المناخي ما يُسمى باختلال توازن الطاقة في الأرض، وهو الفرق بين كمية الطاقة الشمسية التي تدخل الغلاف الجوي والكمية الأقل منها التي تخرج منه. وحتى الآن، امتصّت المحيطات 91 في المئة من الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية.

لكن اختلال توازن الطاقة على كوكب الأرض تضاعف تقريبا خلال السنوات العشرين الماضية، ولا يعلم العلماء إلى متى ستستمر المحيطات في امتصاص هذه الحرارة الزائدة بشكل هائل.

وقد أصبح من المؤكد أنّ العالم سيشهد خلال العقد أو العقدين المقبلين تداعيات وخيمة لتغير المناخ، أسوأ مما شهده حتى اليوم.

هدوء البحر الأحمر لا ينعكس على تعقيدات الداخل اليمني


حملة دفاع فنية عن هند صبري بعد انتقادات مطالبة بترحيلها على مواقع التواصل


دعم مادي أوروبي لمصر لمواجهة تحديات الصراع الإقليمي


ترامب يمنح إيران أسبوعين لتسوية نووية قبل اتخاذ إجراء عسكري