اخبار الإقليم والعالم

النرويج العربية مقصد مثالي لعشاق الطبيعة والمغامرات

وكالة أنباء حضرموت

في أقصى شمال سلطنة عمان، تقع محافظة مسندم، وهي واحدة من أجمل الوجهات السياحية في منطقة الخليج والعالم العربي، حيث تتلاقى التضاريس الجبلية الشاهقة مع زرقة البحر في لوحة طبيعية آسرة.

وتُعرف مسندم بأنها جوهرة عمانية، تشتهر بتضاريسها الفريدة، خلجان عميقة، وجبال شاهقة، ومياه بحر صافية، ما يجعلها مقصدا مثاليا لعشاق سياحة الطبيعة والمغامرات، والهدوء.

وتطل محافظة مسندم على مضيق هرمز، الذي يُعد شريانا مهما لحركة الملاحة الدولية، وتضم جبالها قرى ساحلية تتسم بطبيعتها التراثية وتجتذب السائحين ليعيشوا تجربة مميزة وفريدة.

وما يميز مسندم هو تداخل اليابسة مع البحر في مشهد بديع من المضايق البحرية، أو ما يُعرف محليا بـ”الخلجان”، والتي تشبه في تكوينها الطبيعية “الفِيوردات” الشهيرة في الدول الأسكندنافية، لذا يُطلق على مسندم لقب “النرويج العربية”.

وهذه التكوينات الطبيعية الخلابة تجعل من مسندم مكانا ساحرا لممارسة أنشطة سياحية متنوعة بين البحر والجبال. وتُعد الرحلات البحرية واحدة من أبرز الأنشطة التي تجذب السياح إلى مسندم.

مضائق تسحر الناظر

وتبدأ الرحلة من ميناء ولاية خصب، أكبر مدن محافظة مسندم، حيث تنطلق القوارب الخشبية التقليدية في جولات بحرية بين الخلجان والمضايق، وتمنح هذه الرحلات الزوار فرصة الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة، مع مشاهد الجبال الشاهقة وسط البحر، والمياه الفيروزية الغنية بمظاهر الحياة البحرية.

ومن أبرز المحطات البحرية جزيرة “تلغراف”، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى محطة التلغراف البريطانية التي أنشئت فيها في القرن التاسع عشر، وهذه الجزيرة هي مقصد شهير للغطس، لما تحتويه من شعاب مرجانية وأسماك ملونة.

ويستمتع السائح برؤية الدلافين التي تسبح بحرية قرب القوارب، في مشهد جذاب ومميز، يعد من التجارب النادرة في المسطحات المائية بالمنطقة.

ويمكن للزوار ممارسة السباحة، أو التجديف، أو الغوص في المياه النقية، حيث التنوع البيولوجي البحري الغني الذي يُعد من أفضل ما تقدمه البيئة البحرية في الخليج. أما على اليابسة، فإن سلسلة جبال الحجر التي تعبر مسندم، تقدم تجارب استثنائية لهواة التسلق والمشي الجبلي.

ويعد “جبل حريم” من أشهر القمم الجبلية، حيث يرتفع أكثر من 2000 متر فوق سطح البحر، ويوفر إطلالات بانورامية خلابة على البحر والوديان العميقة، إلى جانب الأودية الجبلية التي تشتهر بمياهها العذبة وأشجارها الوارفة، وتعد مثالية لمحبي التنزه والتخييم.

إطلالات بانورامية

وتتمتع القرى الجبلية الموزعة على قمم الجبال وفي بطون الأودية بجاذبية خاصة، وتقدم تجربة فريدة من نوعها، حيث يعيش السكان في مساكن تراثية، ويحافظون على مظاهر الطبيعة بعيدا عن المعالم المدنية، ويحافظون على أسلوب حياتهم التقليدي، ولغتهم ولهجتهم الخاصة، ويتجهون إلى خصب للدراسة أو التسوق أو العلاج عبر قوارب خاصة.

وتعد مسندم أيضا أرضا غنية بالتراث والتاريخ، ويمكن للزوار التنقل بين الحصون والقلاع التي تعود إلى قرون، مثل حصن خصب، الذي يوفر إطلالة رائعة على البحر والمدينة، وقد تم ترميمه ليكون متحفا يعرض مقتنيات أثرية توثق حياة السكان المحليين، بما في ذلك أدوات الصيد والزراعة والأسلحة التقليدية.

ومن المعالم التراثية المهمة أيضا قلعة بخا، الواقعة في مدينة بخا، وهي من أقدم القلاع في المنطقة وتحيط بها قرى زراعية.

كذلك، تعد الأسواق التقليدية في خصب وبخا محطة رئيسية للتعرف على الثقافة المحلية، من خلال ما يعرضه الحرفيون من منتجات يدوية مثل السجاد، والملابس التقليدية، والفخاريات، إلى جانب الأعشاب الطبية والعسل الجبلي.

وما يميز السياحة في مسندم هو الوعي البيئي المتنامي لدى السكان والسلطات، إذ يتم الحفاظ على التوازن البيئي بين الأنشطة السياحية والحفاظ على الطبيعة.

وتنمو السياحة البيئية في مسندم بشكل متسارع، حيث تعتمد سياسات تشجع على استخدام الطاقة المتجددة في المنتجعات البيئية، وتحفز الزوار على احترام البيئة الطبيعية، ما يجعل مسندم نموذجا يحتذى به في السياحة المستدامة في الخليج.

وتوفر مسندم أيضا تجارب سياحية للعائلات، من خلال العديد من الفنادق والمنتجعات التي تطل مباشرة على البحر أو تحيط بها الجبال. وتجمع هذه المنشآت بين الحداثة والطابع التقليدي العماني، ما يمنح الزائر إحساسا بالأصالة والإقامة في غرف ومساكن مستوحاة من التراث.

وتشتهر مسندم بمظاهر الكرم والضيافة العمانية، حيث يتم استقبال الضيوف بالقهوة العربية والتمر، ويقدم أهلها الأطباق المحلية للزوار مثل الأسماك الطازجة والحلوى العمانية التراثية.

طرقات الأدرينالين

وشهدت السياحة في مسندم نموا لافتا في السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد اهتمام السياح بالوجهات الطبيعية، وتعمل حكومة سلطنة عمان على تطوير إستراتيجيات لتعزيز السياحة في المحافظة، من خلال دعم المشاريع الصغيرة، وتطوير المنتجعات، وتحسين وسائل النقل.

ومن المتوقع أن تسهم الاستثمارات الجديدة في رفع الطاقة الاستيعابية للمنطقة، وتوسيع نطاق الأنشطة السياحية، مثل الغوص، السياحة البيئية، وسياحة الجبال والمغامرات، لتصبح مسندم مركز جذب عالميا لكل من يبحث عن المعالم الطبيعية والهدوء.

ويقول عبدالفتاح الشحي وهو أول من أطلق مؤسسة للسياحة في ولاية خصب “محافظة مسندم هي لوحة طبيعية متكاملة تنبض بالحياة بين قمم الجبال وأعماق البحر، وفيها يرى الزائر مفهوما جديدا للسياحة في الشرق الأوسط، حيث يمكن للسائح أن يجد عناصر المغامرة والاستجمام والتراث في مكان واحد.”

ويضيف “مسندم هي أرض السياحة لمن يبحث عن جمال الطبيعة، والتاريخ، والضيافة العربية الأصيلة، ونفخر بما نقدمه من تجارب فريدة للزوار، سواء عبر الرحلات البحرية في المضايق، أو الجولات في القرى الجبلية، وهي جوهرة مخفية تستحق أن تُدرج في خطط السفر لكل محب للمغامرة والاستجمام”.

ويقول الشحي إن الرحلات تشهد إقبالا كبيرا من السائحين الذين يفدون خصيصا للمحافظة للإقامة فيها والقيام بمغامرات بين جبالها الشاهقة ويستمتعون برحلاتها البحرية بين الدلافين والأسماك الملونة، وكثيرون منهم يفضلون التخييم على الجزر وفوق قمم الجبال بعيدا عن حياة المدينة.
 

العراق يتقدم خطوة لفك الارتباط بإيران لكن الاستقلال في مجال الطاقة تعترضه تحديات


أردوغان يعيد تشكيل الخارطة السياسية التركية


الضم البطيء: تحويل الاستيطان إلى خط دفاع عن إسرائيل


أزمة دبلوماسية في الأفق بين بيروت وطهران بسبب سلاح حزب الله