اخبار الإقليم والعالم
الأردن يسرع خطوات الربط الكهربائي مع الدول العربية
أكدت شركة الكهرباء الأردنية الحكومية (جيبكو) الاثنين أن مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار العربي تسير وفق خطة وبرنامج زمني محدد بهدف تعزيز واستغلال موقع البلد في عبور الطاقة إلى العديد من الدول.
وبحسب التقرير السنوي للشركة، جرى الانتهاء من دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية لمشروع الربط الأردني – الخليجي – المصري من خلال مستشار عالمي، والتنسيق حاليا لرسم خارطة للمشروع تتضمن الجدول الزمني لمراحل إنجازه.
واعتبر مدير عام جيبكو أمجد الرواشدة أن الربط الكهربائي العربي مهم لتعزيز استقرار الأنظمة الكهربائية في الدول المرتبطة ورفد اقتصاد هذه الدول بقيمة مضافة، وإيصال خدمة التيار الكهربائي إلى المناطق غير المخدومة.
ونسبت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إلى الرواشدة قوله إن “مشروع الربط الكهربائي يشكل نواة لسوق الكهرباء العربية التي يلعب فيها الأردن دورا إقليميا مهما في تبادل الطاقة باستغلال موقعه الجغرافي بين الدول العربية”.
وبخصوص الربط الكهربائي الأردني – العراقي، باشرت الشركة إجراءات تنفيذ المشروع من خلال تحضير العطاءات اللازمة لإنشاء محطة تحويل الريشة الجديدة وإنشاء خط الربط الكهربائي بين المحطة ومحطة تحويل القائم في العراق.
وكانت الشركة قد أعلنت مؤخرا عن طرح العطاء الخاص بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين الأردن والعراق التي ينتظر أن تكون جاهزة نهاية العام الحالي لتزويد الجار الشرقي بالطاقة الكهربائية من قبل الأردن بقدرة 400 كيلوفولط.
وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع تنفيذ خط نقل عالي الجهد يربط منطقة الريشة شرق الأردن مع منطقة القائم غرب العراق. ويبلغ طول الخط 300 كيلومترا تقريبا، وبكلفة تقديرية 140 مليون دولار (نحو 197 مليون دولار) على أن المقدر أن يكون جاهزا نهاية العام الجاري.
ويشتمل العطاء على إجراء تعديل على خطوط محطة تحويل الريشة الجديدة التي تبلغ قدرتها 132 كيلوفولط لربطها بالخط. ووقع الأردن والعراق في سبتمبر 2020 اتفاقا يزود الأردن بموجبه العراق بالكهرباء بعد ربط شبكة بين البلدين والذي سيستغرق أكثر من عامين من تاريخ التوقيع.
وذكر تقرير لوزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية أن اتفاقية إطارية وقعت بين الأردن ومصر خلال اجتماع اللجان العليا لتحديد الخطوات المستقبلية بخصوص الربط الكهربائي. كما جرت المباشرة بإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية لمشروع تعزيز الربط الكهربائي الأردني – المصري.
وفي مجال الربط الكهربائي مع الأراضي الفلسطينية أشار التقرير إلى الاتفاق بين الطرفين على تعزيز الربط الكهربائي، وإنشاء خطوط ومحطات التحويل اللازمة لزيادة كميات الطاقة المصدرة.
وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة إن “مشروع محطة الرامة سيرفع كميات الكهرباء المصدرة من شبكة الكهرباء الأردنية إلى الشبكة الفلسطينية من 40 إلى 80 ميغاواط اعتبارا من يوليو الجاري”.
صالح الخرابشة: نريد أن نكون نقطة ربط كهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا
وكانت جيبكو قد وقعت في 2020 اتفاقية زيادة كميات الطاقة المصدرة إلى فلسطين في إطار مشروع تعاون بدأ عام 2008، يشتري الجانب الفلسطيني بموجبه حوالي 40 ميغاواط كهرباء من الشبكة الأردنية لإنارة مدينة أريحا والأغوار.
وبخصوص الربط الكهربائي مع سوريا أشار التقرير إلى اجتماعات أردنية – سورية – لبنانية للاتفاق على تحديد برنامج زمني وخطة عمل واضحة لإعادة تشغيل خط الربط الكهربائي السوري – الأردني لتزويد لبنان بحوالي 250 ميغاواط من الطاقة الكهربائية.
وبشأن الربط مع السعودية، جرى إعداد دراسات الجدوى اللازمة لمشروع الربط الأردني – السعودي، وتوقيع مذكرة تفاهم للمباشرة بإعداد اتفاقيات مشروع الربط والسير في إجراءات تنفيذ المشروع.
وكشف الخرابشة الشهر الماضي أثناء مؤتمر إقليمي لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة وحماية المناخ في البحر الميت عن مساعي بلده لأن يكون نقطة ربط كهربائي مع أوروبا مستقبلا، في ظل تحديات إمدادات الطاقة في العالم وخاصة في دول الاتحاد.
وقال إن بلاده تهدف “إلى أن تكون مركزا إقليميا لتبادل الطاقة بكافة أشكالها ومشاريع الربط الكهربائي الحالية بالدول المجاورة نواة لرؤية نسعى لتحقيقها”.
وزاد “نريد أن نكون نقطة ربط كهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا لتحقيق التكامل الكهربائي بين الدول جميعها من خلال إنشاء شبكات كهربائية إقليمية”.
ودعا إلى العمل المشترك “لتحقيق أمن التزود بالطاقة في العالم في ظل تحديات ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات”.
ويشكل هذا الطموح خطوة ستعمل على ترسيخ التعاون القائم بين دول الشرق الأوسط وتعزيز الشراكات العربية بما يخدم دول المنطقة من خلال كتلة طاقة مؤثرة على مستوى المنطقة والعالم.
وكانت هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي قد أعلنت في 2018 أنها تدرس فرصا لإمكانية الربط مع شبكات إقليمية مجاورة في المنطقة العربية وأوروبا.
المرحلة الأولى من المشروع تتضمن تنفيذ خط نقل عالي الجهد يربط منطقة الريشة شرق الأردن مع منطقة القائم غرب العراق
ويكثف الأردن جهوده نحو تحقيق أمن الطاقة وخاصة الكهرباء من خلال زيادة مساهمة الطاقة المستدامة في مزيج استهلاك الطاقة، في ظل تسارع نمو الطلب وارتفاع مستوى معيشة السكان.
ويتجه البلد الذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية لتنمية اقتصاده الهش لزيادة حصة الطاقة من المصادر المتجددة إلى النصف بنهاية العقد الحالي، مقارنة مع واحد في المئة في عام 2014.
وتعتبر مشكلة الطاقة في الأردن أحد أبرز التحديات الأساسية التي تواجه الاقتصاد، إذ يبلغ متوسط الفاتورة سنويا 6.4 مليار دولار، وهي في ارتفاع مستمر مع الزيادة الاضطرارية في عدد سكان البلاد بنسبة 10 في المئة نتيجة لتدفق 1.3 مليون لاجئ سوري إلى البلاد.