اخبار الإقليم والعالم
البيت الأبيض يسعى لتفكيك «لغم الهدنة» من مسار جوزيف عون
مع طي لبنان صفحة الشغور الرئاسي برزت على السطح مسألة أخرى، تمديد وقف إطلاق النار، الذي تقترب البلاد من سقفه المحدد بـ60 يوما.
وقال البيت الأبيض في إفادة صحفية، اليوم الجمعة، "نعمل من أجل تمديد وقف إطلاق النار في لبنان لما بعد الـ60 يوما".
وتابع "نعمل بجد لمعرفة ما إذا كان استمرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ممكنا".
وتعد قضية الانسحاب الإسرائيلي حاسمة فيما يتعلق بقدرة الرئيس اللبناني الجديد على ضبط المشهد السياسي، وإقناع الفرقاء باستحقاق منصبه.
بالتزامن مع ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه قصف شاحنة تقل أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان، مع استمرار وقف هش لإطلاق النار بعد أشهر من القتال بين إسرائيل والتنظيم الشيعي اللبناني الموالي لإيران.
وقال الجيش في بيان "تم التعرف على عدد كبير من الإرهابيين وهم ينقلون أسلحة إلى شاحنة تستخدمها منظمة حزب الله الإرهابية في جنوب لبنان"، مضيفا أن "مقاتلة قصفت الشاحنة بهدف إزالة التهديد".
وفي وقت سابق اليوم، ذكرت مصادر فرنسية، الجمعة، أن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان دخل في "دينامية" تسمح ببدء انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد "على نطاق واسع".
وقال مسؤول فرنسي، طلب عدم كشف اسمه، لـ"فرانس برس"، إن الزيارة المشتركة لوزيري الجيوش والخارجية الفرنسيين سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو ثم للمبعوث الأمريكي آموس هوكستين في 6 يناير/كانون الثاني "أعطت دينامية جديدة".
وأضاف أن ذلك "أعطى دعما سياسيا للآلية وأتاح البدء فعليا بانسحاب واسع النطاق للقوات الإسرائيلية وانتشار القوات اللبنانية في جنوب (نهر) الليطاني".
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني بين إسرائيل وحزب الله بعد أكثر من عام من الأعمال العدائية بدأها الحزب الموالي لإيران بما في ذلك شهران من الحرب الشاملة، نفذت خلالها إسرائيل هجوما بريا في جنوب لبنان.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، من المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني إلى جانب قوات حفظ السلام في الجنوب، بينما ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال فترة ستين يوما تنتهي في 26 يناير/كانون الثاني.
وتم إنشاء آلية مراقبة تضم فرنسا والولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمراقبة تطبيقه.
وحتى الآن تم نشر 4500 جندي من القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان على أن يصل عديدها إلى 10 آلاف جندي، بينما انسحب ثلث عديد القوات الإسرائيلية الموجودة في لبنان.
وقال مسؤول فرنسي آخر "في الأيام الخمسة عشر (المتبقية) يمكن إحراز تقدم"، في إشارة إلى الستين يوما المقررة للانسحاب الإسرائيلي.
وأضاف أن عدد الانتهاكات المسجلة لوقف إطلاق النار، التي كانت أكثر من خمسين وفقا لبيروت في الأسبوع الذي أعقب بدء الهدنة، "تراجعت من الجانبين".