إسرائيل تستبعد مروان البرغوثي من صفقة تبادل الأسرى مع حماس
كشف ديوان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي عن مصير القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي في صفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكداً أنه لن يكون ضمن المرحلة الحالية من الصفقة التي يجري تنفيذها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح الديوان في بيان مقتضب أن الحكومة الإسرائيلية ترفض الإفراج عن البرغوثي، رغم إدراجه ضمن قائمة الأسماء التي طالبت بها حركة حماس في إطار المفاوضات التي رعتها القاهرة والدوحة.
وتشير التقارير إلى أن حماس كانت قد طالبت بالإفراج عن 250 أسيراً فلسطينياً من أصحاب الأحكام المؤبدة، بينهم البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، إلا أن التيار اليميني المتشدد داخل حكومة نتنياهو اعترض بشدة على إدراج اسم البرغوثي، واعتبر الإفراج عنه “تهديداً للأمن القومي الإسرائيلي”.
ويحمل اسم البرغوثي، المحكوم عليه بخمس مؤبدات وأربعين عاماً إضافية منذ اعتقاله عام 2002، رمزية كبيرة لدى الفلسطينيين، إذ يُنظر إليه على نطاق واسع كقائد وطني بارز وواحد من أبرز رموز حركة فتح، وهو ما يجعل مسألة إطلاق سراحه تتجاوز البعد الإنساني لتأخذ أبعاداً سياسية وتنظيمية داخل الساحة الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن الإفراج عنه — إن تم — سيعيد خلط الأوراق في المشهد الداخلي الفلسطيني، وقد يؤثر في توازن القوى داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية، خاصة في ظل التوترات المرتبطة بخلافة الرئيس محمود عباس، والجدل حول نفوذ القيادات المحسوبة على تيار حسين الشيخ.
وكان مروان البرغوثي، المولود في قرية كوبر قرب رام الله عام 1959، قد برز كأحد القادة الميدانيين البارزين خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، وشغل سابقاً منصب أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية وعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني. وقد شبّهه كثيرون بـ"نيلسون مانديلا الفلسطيني" نظرًا لدوره النضالي الطويل وشعبيته الواسعة رغم سنوات السجن والعزل الانفرادي.
وخلال الحرب الأخيرة على غزة، ظهر البرغوثي مجددًا في دائرة الجدل بعد نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير مقطع فيديو داخل زنزانته الانفرادية، أثار انتقادات واسعة وقلقًا على وضعه الصحي والمعنوي.
ويرى محللون أن قرار حكومة نتنياهو استبعاد البرغوثي من الصفقة الراهنة يعكس تأثير التيار اليميني المتشدد داخل الائتلاف الحاكم، ومحاولة تجنّب أي خطوة قد تُفسر كتنازل سياسي. لكن كثيرين يعتبرون أن استمرار احتجازه لن يُنهي حضوره الرمزي في الوجدان الفلسطيني، بل قد يعزز صورته كأيقونة وطنية موحدة في وجه الانقسام.