مستقبل قوات سوريا الديمقراطية في قلب مباحثات أميركية-تركية بواشنطن
تستضيف العاصمة الأميركية واشنطن غدا الثلاثاء اجتماعا بالغ الأهمية لمجموعة العمل التركية ـ الأميركية بشأن سوريا، حيث من المتوقع أن يتركز النقاش بشكل أساسي على مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ظل الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من شمال شرق سوريا.
ووفقا لمصادر في وزارة الخارجية التركية، الاثنين، سيُعقد الاجتماع برئاسة مشتركة بين نوح يلماز نائب وزير الخارجية التركي ونظيره الأميركي كريستوفر لاندو، وذلك بصيغة اجتماع بين مؤسسات البلدين.
ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب تطورات جيوسياسية مفاجئة، أبرزها اللقاء المباشر الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، وإعلان ترامب عن رفع العقوبات المفروضة على دمشق، مما يضفي على المباحثات التركية الأميركية حساسية وأهمية مضاعفة.
ويشهد المشهد السوري تحولات جذرية، فبينما تتجه الولايات المتحدة نحو تقليص وجودها العسكري في شمال شرق سوريا، وصولا إلى أقل من ألف جندي سيتم توحيدهم تحت مظلة "قوة المهام المشتركة ـ عملية العزم الصلب"، تتصاعد التساؤلات حول مصير قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت شريكا رئيسيا لواشنطن في قتال تنظيم داعش.
وقد أكد تقارير إعلامية انسحاب عشرات الآليات الأميركية من مناطق سيطرة "قسد" في الحسكة باتجاه شمال العراق، مما يعزز من حالة الغموض التي تكتنف مستقبل قسد.
وتضع التطورات المتمثلة في اللقاء الذي جمع الرئيس ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، وما سبقه من إعلان واشنطن رفع العقوبات المفروضة على دمشق، أولويات تركيا والولايات المتحدة تجاه سوريا أمام إعادة تقييم جذرية، وتجعل من اجتماع مجموعة العمل منصة حاسمة لفهم توجهات الطرفين في المرحلة القادمة.
ومن المنتظر أن يتصدر ملف قوات سوريا الديمقراطية جدول أعمال الاجتماع، حيث تسعى تركيا إلى الحصول على ضمانات بشأن أمن حدودها ومخاوفها المتعلقة بهذه القوات التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.
ومن المرتقب أيضا أن يتناول الاجتماع أولويات كل من تركيا والولايات المتحدة في سياساتهما تجاه سوريا، بالإضافة إلى بحث فرص التعاون في سوريا.
كما سيناقش الطرفان أولوياتهما المشتركة في مكافحة تنظيم داعش بما يشمل بحث ملف المعسكرات الموجودة شمال شرق سوريا، والتي تضم عناصر من التنظيم الجهادي وعائلاتهم.
وفي ضوء التطورات الأخيرة، من المتوقع أن يكون لآلية رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، والجدول الزمني والخطوات المزمع اتخاذها في هذا الخصوص، حيّزا هاما في المناقشات.
وكشف موقع "عنب بلدي" السوري أن إدارة الرئيس ترامب قد رفضت ضغوطا إسرائيلية للإبقاء على وجود عسكري أميركي أكبر في شمال شرقي سوريا، بهدف تقليص النفوذ التركي المتنامي في المنطقة، ما يشير إلى وجود تباينات في رؤى الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري، ويؤكد على الأهمية القصوى لهذا الاجتماع في محاولة تضييق هذه الفجوات.
ويمثل اجتماع مجموعة العمل التركية ـ الأميركية في واشنطن غدا نقطة تحول في تحديد مسارات التعامل مع الملف السوري، فمع الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية، والتحولات المفاجئة في العلاقات السورية الأميركية، يجد مستقبل قوات سوريا الديمقراطية ومصير المنطقة الشمالية الشرقية لسوريا نفسه على مفترق طرق.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أبرمت اتفاقا مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع في مارس 2025. ونص الاتفاق على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن هيكل الدولة السورية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول كيفية انضمام قوات سوريا الديمقراطية حيث تصر الأخيرة أن يكون الاندماج ككتلة عسكرية واحدة داخل وزارة الدفاع، فيما تتمسك دمشق ومن خلفها أنقرة بأن يكون الاندماج فرادى.